أعلنت الحكومة النيجرية، أنّ الهجمات الدموية التي شنّها إرهابيون ضدّ قرى في منطقة تاهوا القريبة من الحدود مع مالي يوم الأحد أسفرت عن مقتل 137 شخص، أي أكثر من ضعف الحصيلة الأولية التي أعلنتها السلطات صباحاً، في واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية دموية في النيجر منذ سنوات.
قال الناطق باسم الحكومة النيجرية، زكريا عبدالرحمن، في بيان عبر التلفزيون الحكومي إنّ «هذه العصابات المسلّحة والإرهابية التي باتت تستهدف المدنيين بصورة ممنهجة اجتازت مرحلة جديدة من الرعب والهمجية»، مضيفا أنّ «الحكومة تدين هذه الأعمال الهمجية التي يرتكبها أفراد لا دين لهم ولا قانون».
وأعلنت الحكومة النيجرية حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من امس الثلاثاء، فيما أكد البيان الحكومي أنّ «إجراءات أمنية وصحيّة معزّزة اتّخذت في المنطقة، وفُتح تحقيق للقبض على مرتكبي هذه الأعمال الجبانة والإجرامية وتقديمهم للمحاكمة».
وأفادت مصادر في الأجهزة الأمنية النيجرية، صباح الإثنين، بأنّ «الحصيلة المؤقتة تفيد بسقوط 60 قتيلاً». ووفقاً لمسؤول محلي فإنّ «إرهابيين وصلوا على متن دراجات نارية وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك. هاجموا إنتازاين وبكواراتي وويستاني والمناطق المحيطة».
والمناطق المستهدفة تقع في منطقة تاهوا القريبة من تيلابيري وكلتاهما قريبتان من الحدود مع مالي. ومنطقة تيلابيري تقع في منطقة معروفة بـ «الحدود الثلاثة» عند تخوم النيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تتعرض بانتظام لهجمات الإرهابيين.
وفي الـ 15 من الشهر الجاري شنّ مسلّحون يشتبه بأنّهم إرهابيون في هذه المنطقة هجمات عدّة على سيارات عائدة من السوق الأسبوعية في بانيبنغو. كما استهدفوا بلدة داري-داي وقتلوا سكانا وأحرقوا سيارات ومخازن الحبوب. وبلغت حصيلة تلك الهجمات 66 قتيلاً.
وفي الثاني من جانفي قتل 100 شخص في هجمات في منطقة والام (منطقة تيلابيري) على أيدي دمويين كانوا على متن دراجات نارية. ومنذ سنوات يشنّ إرهابيون في غرب النيجر وجنوب شرقها بالقرب من نيجيريا هجمات أوقعت حتى اليوم مئات القتلى.
وتندرج أعمال العنف في إطار أزمة أمنية أوسع نطاقا في منطقة الساحل بغرب أفريقيا يغذيها أيضا دمويون على صلة بتنظيم القاعدة الإرهابي وميليشيات عرقية.
تأتي هذه التطورات الأمنية الخطيرة بينما صادقت المحكمة الدستورية في النيجر على نتائج الانتخابات الرئاسية، مؤكدة انتخاب محمد بازوم، مرشح حزب الديمقراطية والاشتراكية الحاكم، رئيسا للجمهورية.
بحسب التلفزيون العام النيجري، حصل بازوم على 55.66 بالمائة من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 21 فيفري، فيما حصل خصمه مرشح حزب التجديد الديمقراطي والجمهوري محمد عثمان على 44.34 بالمائة من الأصوات.
ومن المتوقّع أن يؤدّي محمد بازوم اليمين الدستورية رئيسا للنيجر في الثاني من أفريل القادم لشغل ولاية مدتها خمس سنوات، ولا تبدو مهمّته سهلة في دولة تعاني من وضع اقتصادي هشّ، ومن تدهور أمني غير مسبوق.