أكّد الخبير السياسي المالي، حسين آغ عيسى، أنّ زيارة الصداقة والعمل التي قام بها رئيس دولة مالي، باه انداو، إلى الجزائر، جاءت في وقت مهم جدا، حيث تتّجه فيه كل الأطراف إلى تطبيق «اتفاق السلم والمصالحة»، وتعتبر كذلك رسالة قوية إلى من يشكّكون في حسن علاقة مالي وجارتها الجزائر التي تشارك معها الحدود والسكان بحكم ترابط الشعوب في نقاط الحدود، بل أكثر من ذلك هناك مصاهرة بين الشعبين، بغض النظر عن تواجد الجالية المالية البالغ عدد أفرادها أكثر من 8000 شخص.
قال الخبير حسين آغ عيسى، إنّ زيارة رئيس دولة، مالي باه انداو، إلى الجزائر هي أول زيارة لرئيس مالي للجزائر منذ 6 سنوات، حيث كانت فرصة للجانبين للوقوف على مدى تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، الذي يعد عاملا أساسيا لا يمكن بدونه تحقيق السلم في هذا البلد، وكذلك فرصة جيدة لمالي للاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الجماعات الارهابيةن وفي تأمين حدودها.
وأضاف المختص في الشأن المالي والساحل في اتصال مع «الشعب»، أنه لا أحد يمكنه أن يخفي الدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في اقرار اتفاق السلم والمصالحة بمالي، خاصة وهي تترأس لجنة متابعة تطبيقه.
كما أوضح حسين أغ عيسى، أنّ تصريحات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للصحافة على هامش استقباله نظيره باه نداو، وقوله بأنّ الجزائر رهن إشارة دولة مالي فيما تراه مناسبا للمرحلة الحالية لتهدئة الأوضاع وتحضير الانتخابات ليس بالأمر الجديد، حيث تساند الجزائر العملية الانتقالية في مالي وتدعم تنفيذ خارطة الطريق الانتقالية، وتفعيل الأنشطة المقررة لتطبيق الاتفاق في هذه المرحلة، ليس هذا فقط، بل هي من أشرفت على الوساطة بين الفرقاء الماليين، وقادت إلى توقيع الاتفاقية المعروفة عالميا باتفاقية الجزائر التي أنهت الاقتتال، والتي يراها الجميع اليوم الحل الوحيد والأمثل لاستمرار الهدوء. اختصارا يمكننا القول بأن الجزائر راعية الوحدة الوطنية في مالي.