يرى الكاتب والمحلل السياسي الليبي، الدكتور فرج دردور، أن منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خطوة هامة نحو الاستقرار، وأن نجاحها في المهمة المنوطة بها، مرهون بتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية والتحضير للانتخابات المقررة يوم 24 ديسمبر المقبل، فضلا على ضمان وتقديم في نفس الوقت الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين لاسيما بعد الحرب التي شاهدتها ليبيا، وما انجر عنها من انهيار في البني التحتية والاقتصاد من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها.
أكّد المحلل السياسي الليبي فرج دردور أنّ أمام حكومة الوحدة الوطنية الليبية رهانات كبيرة من أبرزها توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، والوصول إلى الانتخابات المقررة يوم 24 ديسمبر المقبل، مشيراً إلى أن الالتفاف المجتمعي والمؤسساتي حول السلطة التنفيذية الجديدة هي من تجعلها تظهر في شكل جيد وتستطيع الذهاب بنا إلى انتخابات 24 ديسمبر بسلام وبدون أي مشاكل، وفق قوله.
أضاف دردور في اتصال هاتفي مع «الشعب»، أن تحديات كثيرة تقف حجر عثرة في مسار الإصلاح والمصالحة الوطنية، وأبرز تلك التحديات توحيد جميع المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة، كذلك مشكلة الفقر وتدني مستوى المعيشة، وملف الميليشيات والمسلحين والذي يلقي بظلاله على المشهد الليبي بقوة، فضلا عن عودة المهجرين وإخراج السجناء، وأخيرا وليس آخرا ملف المصالحة وإعادة اللحمة الوطنية.
وأوضح ذات المتحدث، أن الدبيبة لا يملك عصا سحرية أمام كل هذه الصعوبات، غير أن الحد من النفوذ الأجنبي وطرد المسلحين الأجانب هو التحدي الأكبر أمامه الآن، إذ أن نجاح المسار العسكري والأمني سيعبّد الطريق لإنجاز مهمة الانتخابات.
وحول مصير بعثة الأمم المتحدة في ظل تولي حكومة الوحدة الوطنية مهمة قيادة البلاد إلى غاية التخضير للانتخابات المقبلة، قال دردور إنّه لا يوجد أية قيود أو مدة محدودة للأمم المتحدة حتى نقول أن البعثة ستنسحب أو ستبقى لأن قرار تكليف البعثة ليس من الليبيين بل من الأمم المتحدة في حد ذاتها، ولا ندري لحد الآن متى ستنتهي مهمة البعثة الأممية.
واستبعد المحلل السياسي الليبي عودة الحرب مجددا إلى ليبيا، بعدما أعادت المصادقة على حكومة وحدة وطنية الأملَ إلى الشارع الليبي، من طرابلس إلى بنغازي، إثر عِقد من الفوضى والانقسامات المرهقة، مؤكدا أن هذه الخطوة أعطت دفعةً لخطة سلام تدعمها الأمم المتحدة لتوحيد الأطراف المتناحرة في ليبيا خلف حكومة انتقالية وإجراءِ الانتخابات في موعدها المحدد.