نددت النساء الصحراويات المشاركات في اللقاء التواصلي الذي نظم، صباح أمس، بولاية العيون، بمخيمات اللاجئين الصحراويين، بواقع الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف سلطات الاحتلال المغربية في حق المواطنين الصحراويين العزل بالمناطق المحتلة.
على هامش اللقاء التواصلي الذي نظمته وزارة الشؤون الإجتماعية وترقية المرأة، نظمت وقفة تضامنية حاشدة للنساء الصحراويات، تضامنا مع جماهير انتفاضة الاستقلال بالمناطق المحتلة وكل المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية.
كما نددت الوقفة التضامنية بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف دولة الإحتلال المغربية في حق المواطنين الصحراويين بالجزء المحتل، لافتة أنظار العالم إلى ما تعانيه المناضلة سلطانة خيا وعائلتها ببوجدور المحتل من حصار وتضييق وتنكيل بشكل يومي.
واستنكرت الوقفة التعتيم والحصار المفروض على جماهير شعبنا بالمناطق المحتلة وبالاعتداءات الجسدية والتعذيب والاعتقال ومحاصرة المنازل والبيوت ومنع حرية التعبير.
لا اتصالات مع الاحتلال
أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، أنه «لا توجد أي اتصالات، لا مباشرة ولا بصفة غير مباشرة بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية»، مشددا على أن «وقفا جديدا لإطلاق النار مرتبط بالاحترام التام لمبادئ الاتحاد الافريقي».
في رده على سؤال لوكالة الأنباء الصحراوية، حول ما تناولته بعض المواقع الإعلامية بخصوص ما أسمته بـ»اتصالات» بين الجمهورية الصحراوية ودولة الاحتلال المغربي عن وقف لإطلاق النار بين الجانبين، نفى ولد السالك وجود أي اتصالات بين الجانبين، قائلا: «لا توجد أي اتصالات، لا مباشرة ولا بصفة غير مباشرة بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجبهة البوليساريو، من جهة، والمملكة المغربية، من جهة ثانية».
وفيما يتعلق بقرار القمة الاستثنائية الإفريقية 14 حول «إسكات البنادق»، والقاضي بضرورة التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار على أساس إيجاد حل مبني على حق الشعب الصحراوي وعلى مبادئ وأهداف الاتحاد الافريقي وقرارات الأمم المتحدة، ذكر الوزير الصحراوي أنه «منذ 13 نوفمبر المنصرم فإن وقف إطلاق النار القديم الذي كان ساريا منذ سنة 1991 قد انتهى».
الحرب انطلقت ولن تتوقّف
وأضاف ولد السالك، أن «المجتمع الدولي يعي جيدا أن المتسبب الوحيد لهذا الخرق هو المغرب، نتيجة نكرانه للاتفاقية الموقعة مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تحت اسم مخطط التسوية الأممي- الافريقي لسنة 1991، وآخر تصرفاته وخروقاته كانت عدوانه العسكري على المدنيين الصحراويين أمام ثغرة الكركرات غير الشرعية والذي نسف وقف إطلاق النار بصفة نهائية».
وعليه، شدد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، بصفة لا تترك أي مجال للتأويل أو الاحتمال، أن «الحرب التي انطلقت منذ 13 نوفمبر المنصرم، جاءت في إطار استعمال حق الشعب الصحراوي في الدفاع الشرعي عن وطنه ووحدته الترابية وسيادته».
وقال ولد السالك، «لن تتوقف الحرب إلا باحترام الشروط التي حددتها القمة الاستثنائية حول إسكات البنادق والمتمثلة في الاحترام المطلق لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال واحترام حدود الجمهورية الصحراوية وإنهاء احتلال المغرب لأراضي الدولة الصحراوية وهذا طبقا للمادتين 3 و4 من القانون التأسيسي ووفقا لقرار القمة الاستثنائية».
45 عاما من الإنجازات والتضحيات
احتضن نادي إفريقيا بجامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، ندوة رقمية تحت عنوان «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية: خمس وأربعين سنة من المقاومة والإنجازات»، شارك فيها ممثل الجبهة الدكتور علي سالم محمد فاضل، إلى جانب العديد من الشخصيات الروسية.
وفي كلمة افتتاحية، أشاد السيد أليكسي ديميدوف، عضو النادي، الذي نظم الحدث، بالتنسيق مع ممثلية جبهة البوليساريو في روسيا، بالعلاقات الجيدة، التي تأسست في السنوات الأخيرة بين الجامعة المذكورة وممثلية الجبهة، مجددا استعدادهم للتواصل من أجل تسليط الضوء على القضية الصحراوية بحكم الاهتمام الذي توليه هذه المؤسسة للقارة الإفريقية، وباعتبار الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة.
من جانبه، ممثل جبهة البوليساريو، الدكتور علي سالم محمد فاضل، ركز في كلمته على المقاومة وأهم انجازات الدولة الصحراوية خلال أربعة عقود ونصف، مبرزا صمود المقاومة السلمية في الجزء المحتل من الوطن الجريح وما يقوم به المحتل المغربي من تنكيل وتعذيب وحصار للنشطاء الصحراويين، مذكرا بالنهضة في الجانب البشري كأكبر مكسب للثورة الصحراوية، بالإضافة إلى انجازات أخرى في الميدان الاجتماعي، مرورا بالمعركة القانونية لوقف نهب الثروات الطبيعية وانتصارات ميدانية على المستوى العسكري وأخرى على الساحة الدولية والإفريقية.