تواصل قوّات الأمن للاحتلال المغربية قمع المدنيين الصحراويين العزل بالأراضي الصحراوية المحتلة في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وذلك لإسكات صوت الانتفاضة الشعبية المؤيدة لجبهة البوليساريو دون الاكتراث لنداءات حقوقيين دوليين. فيما تتعالى أصوات الاستنكار داخليا وخارجيا، حيث دعت الناشطة الصحراوية أمينتو حيدار الى تدخل عاجل لحماية المواطنين العزل من بطش الاحتلال المتنامي.
ناشدت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أمينتو حيدار، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، التدخل العاجل لضمان حماية المدنيين الصحراويين من الانتهاكات الممنهجة لأجهزة القمع المغربية، محملة إياه و مجلس الأمن مسؤولية تمادي دولة الاحتلال المغربي في انتهاك حقوق الصحراويين.
انتهاكات خطيرة
قالت رئيسة «إيساكوم» في رسالة إلى غوتيريس، إنه «نظرا لما يرافق ظروف الحرب في الصحراء الغربية من انتقام وتنكيل ممنهج من قبل دولة الاحتلال ضد المدنيين الصحراويين، ندعوكم، ومن خلالكم، الأسرة الدولية للتعجيل بوضع آليات حماية دولية تكفل ممارسة الصحراويين لحقوقهم». كما دعت إلى «وضع حد للممارسات التي تمس بكرامة الانسان والفظاعة التي تستمر مختلف سلطات وأجهزة الاحتلال المغربي في ارتكابها بالجزء المحتل من الصحراء الغربية».
ومع استمرار الهجمة الشرسة ضد كل صحراوي بالمناطق المحتلة تعرض الشاب الصحراوي، بشار گدان البالغ من العمر 20 عامًا، لاعتداء شنيع من قبل مستوطنين مغاربة، مساء السبت، في مدينة العيون المحتلة تسبب له في جروح خطيرة كادت أن تودي بحياته. وبحسب ذات المصادر، فإن الشاب الصحراوي تعرض للاعتداء من قبل 5 مستوطنين مغاربة تبلغ أعمارهم ما بين 40 و 50 عامًا، بدافع العنصرية والتمييز الذي يعاني منه الصحراويون في الأراضي المحتلة.
الأمم المتحدة تتجاهل انتهاكات الاحتلال
وفي رسالتها إلى غوتيريش، استعرضت أمينتو حيدار بعض الانتهاكات «الخطيرة» لقوات الاحتلال المغربي، والموثقة بالصوت والصورة، مشيرة إلى أن الشعب الصحراوي «لم يسمع من الهيئة الأممية أي تنديد، أو أدنى تعبير عن القلق».
ونبهت رئيسة «إيساكوم» إلى أن سلطات الاحتلال المغربي عادة ما تلجأ إلى اعتقال المناضلين و»تلفيق تهمة حيازة المخدرات ضدهم، كتهمة جاهزة يستعملها، لمعاقبتهم على أي أنشطة حقوقية أو سياسية مناهضة للاحتلال المغربي بالصحراء الغربية».
غياب المنظمات الدولية
قالت أمينتو حيدار، في رسالتها، إن الشعب الصحراوي «لم يجد من منظمة الأمم المتحدة ومن المنظمات الدولية الأخرى المعنية بحماية المدنيين، مثل الصليب الأحمر الدولي، أي اهتمام، أو حماية أو دعم». وأبرزت في هذا الإطار «الغياب التام والغريب لجميع آليات الحماية الدولية في الصحراء الغربية، رغم اندلاع الحرب مجددا في 13 نوفمبر 2020 « بعد خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن المدنيين الصحراويين يتعرضون «لانتهاكات ممنهجة تتفاقم يوما بعد يوم وتزداد شراسة».
وتحمل الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، الأمين العام الاممي «شخصيا، ومن خلاله الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، المسؤولية التامة عن تمادي دولة الاحتلال المغربي في انتهاك حقوق أبناء وبنات الشعب الصحراوي».
لماذا لا توسّع صلاحيات «المينورسو»
أدانت جمعية الجالية الصحراوية بألمانيا (الدكتور الحسين دافة يعقوب) وبشدة الهجوم الهمجي لأجهزة قوة الإحتلال المغربي ضد الناشطة الحقوقية سلطانة خيا في مدينة بوجدور المحتلة والحصار العسكري المفروض على منزل عائلتها، منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر.
طالبت الجمعية في أعقاب اجتماع لها عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، من الأمم المتحدة التسريع في توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان ورفع التقارير بالانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكبها قوة الاحتلال بشكل ممنهج وعلى أوسع نطاق في الأراضي المحتلة.
تحرك الكونغرس ضربة لإعلان ترامب
في السياق، قال ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، محمد سيداتي، أمس الأول، إن الرسالة التي وجهها أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي للرئيس جو بايدن لمطالبته بمراجعة قرار سلفه حول الصحراء الغربية «ضربة في الصميم» لإعلان ترامب الذي «أصبح في خبر كان».