أكّد رئيس مفوّضية الاتحاد الأفريقي السيد موسى فقي محمد، عزم مساهمة أفريقيا في حل النّزاع في الصّحراء الغربية، مشيرا إلى أن القضية الصّحراوية ستكون ضمن أولوياته ضمن ترشّحه لعهدة ثانية.
موسى فقي محمد، أكّد عزم مساهمة إفريقيا في حل النزاع في الصحراء الغربية إلى جانب قضايا أخرى كالقضاء على الإرهاب في الساحل ومنطقة بحيرة التشاد وفي الموزمبيق وتنزانيا والصومال، وتوطيد السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وليبيا والسودان، مبرزا «كلّها ستشكّل الحقل الرئيسي لإسكات البنادق»، داعيا إلى تعزيز الوساطة الإفريقية وترسيخ مبدأ حل الأفارقة لمشاكلهم بأنفسهم.
أولوية الولاية الثّانية إسكات البنادق
في هذا الصدد يقول السيد فقي «سأقدّم حصيلة شاملة للجمعية خلال قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة المقرر عقدها يومي 6 و7 فيفري 2021»، مستطردا بالقول «عندما قرّرت الترشح لعهدة ثانية فإنني أتبع تقليدا مفاده أنّ كل مرشّح يلفت انتباه العامة إلى أولوياته خلال الفترة التي يسعى للفوز بها». فمن خلال هذا البيان الصحفي، كشف موسى فقي عن رؤيته التي تلخص سياق ترشحه لعهدة ثانية، والذي يأخذ بعين الاعتبار ملخص الحصيلة السابقة وأولويات البرامج المنتظرة في العهدة المستقبلية.
وكتب يقول أيضا «إذا ما أعيد انتخابي، فإنّ هذه الأولويات ستشكّل هذا الإطار البرنامجي الصارم الذي أتمنى أن أحافظ عليه في حدود إمكانياتي» مشدّدا على أنّ «العهدة القادمة يمكن أن تكون فاشلة إذا لم ننجح في الحد بشكل كبير من ضجيج الأسلحة في البلدان التي ابتليت بالأزمات والصراعات المسلحة في إفريقيا».
وأعرب بالمناسبة عن ارتياحه لبعض المكاسب الأساسية، منها المكسب المرتبط بالمصادقة بالإجماع على لائحة في قمة نواكشوط تتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية والتي كرست إرادة إفريقيا في تقديم للأمم المتحدة، دعما فاعلا لأجل حل عادل ومنصف لهذا النزاع.
يجدر التذكير بأنّ الاتحاد الإفريقي طالب في ديسمبر الأخير مجلس السلم والأمن الأفريقي بدفع طرفي النزاع في الصحراء الغربية المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى تهيئة الظروف لوقف إطلاق نار جديد والتوصل إلى حل «عادل ودائم» للنزاع يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره.
دور أفريقي لتجسيد تقرير المصير
طالبت الدورة الاستثنائية الـ 14 للاتحاد الإفريقي حول «إسكات صوت البنادق» في قرارها النهائي، مجلس السلم والأمن التابع لها، بتقديم المساهمات المتوقعة من الاتحاد الإفريقي دعما جهود الأمم المتحدة، ووفقا للأحكام ذات الصلة ببروتوكوله، للدفع بطرفي النزاع (المغرب والجمهورية الصحراوية) الدولتين العضوين في المنظمة الإفريقية، إلى «معالجة الوضع الحالي من أجل تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار الجديد والتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع».
وفي تشديدهم على حل يمهّد الطريق لتمكين شعب الصّحراء الغربية من تقرير مصيره، طالب رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في قرارهم النهائي، الأمين العام للأمم المتحدة، بتعيين مبعوث شخصي للصحراء الغربية، من شأنه المساهمة في استئناف المسار السياسي المتوقف منذ استقالة المبعوث السابق الألماني هورست كوهلر في ماي 2019.
وفي سياق متصل، طالب الاتحاد الإفريقي في بيانه الختامي - إعلان جوهانسبورغ - مجلس السلم والأمن، وبدعم من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ولجنة الحكماء «السهر على ضمان الامتثال الصارم للقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي والبروتوكول المتعلق بإنشاء مجلس السلم والأمن، والأطر السياسية الأخرى ذات الصلة وتقديم جواب سريع للأزمات الكامنة في القارة، بهدف تجنب تفاقم تصعيد نحو نزاع عنيف».
الحرب ستتواصل حتى النّصر
أكّد ممثّل جبهة البوليساريو بفرنسا، عضو الأمانة الوطنية السيد محمد سيداتي، أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع سنة 1991 بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب، لم يعد ساري المفعول نتيجة خرقه من طرف المغرب في 13 نوفمبر الماضي واعتدائه على مدنيين صحراويين بالكركرات. محمد سيداتي قال «وقف إطلاق النار السابق لم يعد له وجود والشعب الصحراوي في خضم حرب وسيواصل مقاومته بحزم حتى يتحصل على حقوقه المشروعة» مجددا التأكيد على أن النظام المغربي هو الذي نسف هذا الاتفاق.
رامافوزا يدعو بايدن إلى إنصاف الصّحراويّين
دعا رئيس جنوب أفريقيا ورئيس الاتحاد الأفريقي، سيريل رامافوزا، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى التراجع عن «الاعتراف غير القانوني» بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. في خطابه أمام اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، التي اختتمت اجتماعها الأحد.
ودعا الرئيس رامافوزا «الولايات المتحدة الأمريكية إلى التراجع بسرعة عن الاعتراف غير القانوني وعن فرض سيادة المغرب على الصحراء الغربية»، مرحّبا «بالالتزام الإيجابي بتجديد التعاون الدولي من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن».