مرّت أمس الذّكرى العاشرة للمظاهرات التي اندلعت ضد الرئيس السابق حين ذاك حسني مبارك، والتي أطاحت بنظامه بعد أيام حين أعلن في 11 فيفري من العام 2011 تنحيه عن منصبه. وخرج المصريون منذ عشر سنوات مدفوعين بزخم الثورة التونسية قبل ذلك بأسابيع، والتي أطاحت بنظام بن علي، وطالب المصريون بدورهم بالحرية، الكرامة، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
قبل عشر سنوات، وبالتحديد في 25 جانفي 2011، تدفّق المحتجّون على شوارع مصر بعد أن شجّعتهم «ثورة الياسمين» التي أطلقتها تونس. وشكّل بعض الناشطين الشبان حينها ائتلاف شباب الثورة لتوحيد صفوف التيارات المختلفة في الانتفاضة، ومنح المحتجين المعتصمين في ميدان التحرير بالقاهرة صوتا موحّدا.
تمثّلت مطالب المتظاهرين في الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسط اشتباكات مع الشرطة وبلطجية استأجرتهم أجهزة في الدولة، وفي 11 فيفري من ذلك العام، تنحى الرئيس حسني مبارك عن منصبه.
غير أنّ الائتلاف تفتّت عندما واجه قوة أكثر رسوخا منه هي جماعة الإخوان المسلمين، التي وصلت للسلطة عن طريق الانتخابات بعد ذلك، وشهدت مسيرة التغيير العديد من التطورات التي أحدثت انتكاسة كبيرة ما جعل الجيش يتدخل في العام 2013.
ويختلف المشهد تماما في مصر الآن تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يقود البلاد منذ 2014، والذي يقول إنه حقق الاستقرار وسمح للبلاد بتجاوز الاضطرابات التي أعقبت 2011.
وقد وصف السيسي الانتفاضة بأنها «ثورة عظيمة»، أما ميدان التحرير فقد أعيد تخطيطه، كما أن الدولة تبني عاصمة جديدة في الصحراء.