حكومة المشيشي أمام تحديات صعبة

عودة الهدوء عقب احتجاجات بمدن تونسية

مع عودة ذكرى «ثورة الياسمين» التي شهدت إشادة كبيرة في تعبيد المسار الديمقراطي التونسي، سجّلت ست مدن تونسية على الأقل، بينها العاصمة، مواجهات ليلية غاضبة احتجاجا على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي المترديين بسبب قيود الإغلاق ضد كورونا الذي أثّر على السياحة، المورد الرئيسي لكن سرعان ما تم استرجاع الهدوء والاستقرار. وتعد الاحتجاجات امتحانا حقيقيا لحكومة هشام المشيشي، الذي قرّر في ظل رهان الإصلاحات إجراء تعديل وزاري واسع شمل 12 حقيبة بينها الداخلية، العدل والطاقة.
كانت قد اندلعت الاحتجاجات في عدة مناطق بالعاصمة تونس من بينها حي التضامن، الملاسين، فوشانة والسيجومي، ووصلت كذلك إلى الكاف وبنزرت وسليانة شمالي البلاد، وبعد عشر سنوات من الثورة، قطعت تونس طريقا سلسا صوب الديمقراطية لكن النهوض بالاقتصاد يحتاج إلى جهود وإصلاحات.
ونقلت وسائل إعلام محلية، أنه على الرغم من إقرار حظر التجوال، فإن شبابا قاموا أيضا بإثارة أعمال شغب بإضرام النيران في العجلات المطاطية وإغلاق الطرقات ورشق قوات الأمن بالحجارة، وكذا بمهاجمة ونهب مراكز ومحلات تجارية خاصة، أو مؤسسات عمومية.
وبحسب المصادر ذاتها، فقد اندلعت مواجهات بين شباب من حيي التضامن والانطلاقة التابعين، على التوالي، لولايتي أريانة وتونس العاصمة، وقوات الأمن، حاول خلالها هؤلاء الشباب السطو على مكتب للبريد، قبل أن يتم تفريقهم، في حين تعرّض الموزع الآلي لهذا المكتب للتدمير والنهب. وردت قوات الأمن، في جميع المناطق، باستعمال الغاز المسيل للدموع.
وتمكّنت وحدات الأمن التابعة لمنطقة الأمن الوطني بالقلعة الكبرى بولاية سوسة من إحباط مخطط للقيام بأعمال تخريب في المنطقة. وأشارت إلى أنه تم إيقاف 15 شابا، من بينهم مراهقين، وحجز العشرات من الزجاجات الحارقة وقوارير الوقود وكذا أسلحة بيضاء.
وسجّلت هذه المواجهات التي هدأت بعد ساعات على إعلان رئيس الحكومة التونسي، هشام المشيشي، عن إجراء تعديل وزاري واسع على حكومته، شمل 12 وزارة، وخاصة وزارات الداخلية والعدالة والصحة. وعيّن المشيشي وليد الذهبي المقرب منه وزيرا جديدا للداخلية، الهادي خيري وزيرا جديدا للصحة، يوسف الزواغي وزيرا للعدل، سفيان بن تونس وزيرا للطاقة وأسامة الخريجي وزيرا للزراعة.
وقال المشيشي «المرحلة القادمة مليئة بالتحديات من إصلاحات ضرورية للاقتصاد تحتاج رفع النجاعة والانسجام». ويهدف من هذا التعديل إلى ضخ دماء جديدة في حكومته وسط توتر سياسي وأزمة اقتصادية غير مسبوقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024