تدخل المواجهات العسكرية بين جبهة البوليساريو والمغرب، اليوم، أسبوعها الثالث، وسط صمت، وتقاعس الأمم المتحدة رغم اتساع رقعة المواجهة، بتفاقمها يوميا وباتت تهدد أمن المنطقة بأكملها، وإعلان الجيش الصحراوي تجاوز إطلاق النار خلف الجدار العازل. في حين يواصل الطرفان حربا إعلامية ونفسية شرسة تؤكد احتدام الأزمة على المستويين الإقليمي والدولي، تزامنا مع استمرار التنديد الدولي بخرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار.
على صعيد التطورات الميدانية أفادت وزارة الدفاع الصحراوية عن تجاوز العمليات العسكرية التي يشنها جيش التحرير الصحراوي ضد الجيش الملكي المغربي الجدار العازل شرقا وغربا، وذكر البلاغ رقم 14 الصادر عن الوزارة «إن مقاتلي جيش التحرير حولوا القصف خلف الجدار العازل، وذلك في اليوم الرابع عشر من سقوط إتفاق وقف إطلاق النار الذي خرقه المغرب عقب استهداف مدنيين صحراويين بعملية عسكرية في ثغرة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية.
مواجهات خلف الجدار العازل
بحسب ذات البلاغ «فقد تمّ تنفيذ هجومات مظفرةً نفذها أبطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي الميامين، الذين جعلوا من ميادين الشرف بركانا مشتعلا تحت أقدام جنود الاحتلال وهم يقضون لياليهم تحت رحمة القذائف والرشاشات.
والخميس، «إستهدفت كتائب جيش التحرير الشعبي الصحراوي بقصف عنيف قواعد جنود الإحتلال في منطقة فدرة العش بقطاع حوزة». وتم قصف مركز تخندقات جنود الاحتلال في منطقة أمكلي أزگلمة بقطاع آمگالا.
الأمم المتحدة تتجاهل الوضع
مع استمرار المواجهات العسكرية على طول الجدار لا تزال الأمم المتحدة تتفرج على توتر النزاع، واكتفت المنظمة الأممية الثلاثاء، منذ إعلان المغرب العملية العسكرية في ثغرة الكركرات وإعلان البوليساريو سقوط اتفاق وقف إطلاق النار، بتصريح الناطق الرسمي باسم الأمين العام انطونيو غوتيريس، ستيفان دوجاريك بقوله إن «المينورسو» تتابع الوضع عن كثب في المنطقة العازلة. رغم ان المواجهات مستمرة وتتزايد يوميا حسب إعلام الطرف الصحراوي.
في مقابل ذلك، يتحرك النظام المغربي لوقف التوتر عبر دعوته المجتمع الدولي الاعتراف بان ثغرة الكركرات هي معبر تجاري، وليست منطقة عازلة، والعملية العسكرية التي على اثرها قام بفتح الثغرة ليست خرقا لوقف إطلاق النار، غير أن الحكومة الصحراوية اعتبرته عكس ذلك وأعلنت سقوط وقف إطلاق النار، وأكد ممثل البوليساريو لدى الامم المتحدة محمد سيدي عمار،امس، ان الرباط خرقت وقف اطلاق النار وسيتم الاعتراف بذلك قريبا حين تفشل الدعاية الإعلامية الراهنة.
موريتانيا مع الشرعية
ضمن تحركاته لحشد التأييد، من المرتقب أن يقوم الملك محمد السادس بزيارة رسمية الى موريتانيا هذا الأسبوع لإقناعها بالطرح المغربي، بعد تأكيد نواكشوط حيادها في النزاع بين الطرفين قبل وبعد حادثة الكركرات منذ أسبوعين، واستقبال الرئيس الموريتاني محمد الغزواني ولد سيدي الشيخ، مبعوث الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي الأسبوع الماضي. وهو ما يزعج الرباط حسب متابعين بالنظر لمكانة موريتانيا في النزاع.
لكن القيادي في الحزب الحاكم الموريتاني، أحمدو عبد المالك، أبدى استياء شديدا، إزاء تصريحات مغربية بشأن الوضع بالكركرات، جنوب غرب الصحراء الغربية، من أجل تبرير عملها العسكري هناك، مؤكدا أن موريتانيا أكثر أمنا من المغرب. وأدان ممثل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، بفرنسا « التدخل المغربي في المنطقة العازلة مع موريتانيا، متهما الجيش المغربي بـ «السطو على ممتلكات مواطنين موريتانيين في المنطقة منزوعة السلاح بمنطقة الكركرات».
في هذا الاطار، كشف المتحدث على أن «الجيش المغربي وأثناء تنفيذ عمليته العسكرية، قام بنهب 600 سيارة كانت بالمنطقة».
ومن جانب آخر، نفى المسؤول الموريتاني، مزاعم المغرب بأن العملية التي نفذها الجيش المغربي تأتي لتطهير المنطقة مما وصفته الرباط أنه بؤرة «لنشاط إرهابي وإجرامي»، وأكد «ليس هنالك ما تقوم بتطهيره المملكة المغربية، الأمم المتحدة وحدها من تتولى تطهير أية تصرفات غير قانونية».
تنديد دولي
مع استمرار الصمت الدولي وتعرض الصحراويين في المناطق المحتلة للتعذيب من طرف الاحتلال المغربي. أبرزت منظمة إيطالية تخلف منظمة الامم المتحدة عن دورها حيال تطبيق القانون الدولي في الصحراء الغربية، مؤكدة أن دور المنظمة الأممية ضروري بالنسبة لحالة حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين.
من جهته، دعا كل من البرلمان الكتالوني (بورتافوس) والشباب الإشتراكي الباسكي المجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة للعمل الجاد لاستكمال عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. وأدان البرلمان الكتالوني «الاحتلال غير القانوني للصحراء الغربية من قبل المملكة المغربية والأعمال العدوانية لنظام الرباط التي أدت إلى خرق وقف إطلاق النار»، معربا في ذات السياق عن «تأييده لأعمال الدفاع عن النفس التي تقوم بها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجبهة البوليساريو.