لا تزال العقبات تواجه الحوار السياسي الليبي، وتتجدّد كلما اقترب الفرقاء من التوصل لصيغة نهائية حول السلطة التنفيذية التي حصل تباين حول مقرها السياسي، في حين أكدت البعثة الاممية استكمال الجولة الثانية من المباحثات،اليوم الأربعاء، وكشفت مباشرة تحقيقات في مسألة دفع رشاوى لأطراف خلال منتدى تونس.
أعلنت البعثة الأممية في ليبيا أن الجولة الثانية من الحوار السياسي الليبي ستستكمل اليوم، وبالموازاة تحقق في دفع رشاوى للتأثير على مسار تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، في حين اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة مجددا، وبحثت تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك إخراج المرتزقة.
في ختام الجلسة التي عقدت أول أمس عبر تقنية الفيديو، أعلنت رئيسة البعثة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز عن موعد استكمال الجولة الثانية من هذا الحوار، وكانت الجولة الأولى عقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في تونس بمشاركة 75 شخصية من الطيف السياسي والمجتمعي الليبي.وقالت وليامز إنها منحت المشاركين في الجولة الحالية وقتا لدراسة الخيارات المتاحة بشأن آليات اختيار السلطة التنفيذية التي تم استعراضها.
وبخصوص قضية الرشاوى أعلنت وليامز إحالة التقارير التي تتحدث عن وجود «مزاعم رشوة» في ملتقى الحوار السياسي الليبي، إلى فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، مضيفة أن البعثة تواصلت مع القائم بأعمال النائب العام الليبي لمعالجة هذه المسألة.وبينما طمأنت المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي، أنه «بمجرد توفر أية معلومات فيما يتعلق بهذه المزاعم سيكونون أول مَن يطلع عليها»، لكنها أكدت أن هذه الأفعال «إذا ثبت حدوثها»، يمكن أن تشكل «عرقلة للعملية السياسية وقد يخضع المعرقلون للعقوبات».
وشدّدت على أن البعثة لا تتسامح مع استخدام «خطاب الكراهية والتحريض على العنف» الذي يستهدف أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي»، مشددة على أن البعثة قامت بالرصد والتبليغ عن عدد من هذه المنشورات ليتم حذفها وستواصل القيام بذلك، وفق بيان أصدرته البعثة. وجاء ذلك بالتزامن مع عقد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الاجتماع الافتراضي الأول من الجولة الثانية لمنتدى الحوار السياسي الليبي، بحضور وليامز، وأعضاء الملتقى الليبيين.
تقدّم هام للمباحثات
قالت البعثة إن الجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي مخصصة لـمناقشة معايير اختيار الجهات التنفيذية الموحدة للفترة التحضيرية السابقة للانتخابات. ورحّبت رئيسة البعثة بالتقدم المحرز في الجولة الأولى للملتقى التي عُـقدت في تونس خلال الفترة من 9 إلى 16 نوفمبر الجاري، «لا سيما الاتفاق التوافقي على خارطة طريق للفترة التحضيرية وتحديد موعد للانتخابات الوطنية التي ستجرى في 24 ديسمبر 2021.
تبادل الأسرى في أقرب وقت
مع تقدم الحوار السياسي، أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في قوات خليفة حفتر خالد المحجوب أن لجنة 5+5 الليبية توصلت الاثنين إلى اتفاق بشأن عمليات تبادل الأسرى بين الأطراف الليبية.
اجتمعت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» عبر تقنية الفيديو، ولأول مرة مع مجموعة العمل الأمنية المكونة من البعثة الأممية للدعم في ليبيا وأطراف مؤتمر برلين لتقديم إحاطة للمجتمع الدولي عن إجراءات تنفيذ وقف إطلاق النار في ليبيا.
تشديد على خروج المرتزقة
نقلت مصادر بأن لجنة «5+5» رفعت توصياتها لمجلس الأمن، لإصدار قرار بشأنها. وأوضحت أن اللجنة العسكرية «5+5 « بحثت تبادل الأسرى بين قوات الجيش وقوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وأنها تعمل على الترتيبات الخاصة لتنفيذها في أقرب وقت ممكن. وأضافت أن الاجتماع تم عبر الدائرة المغلقة، وشهد عرض عدة مطالب على البعثة الأممية ومجلس الأمن، منها ضرورة تفعيل حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وخروج المرتزقة والمسلحين الأجانب، وأيضا ضرورة معاقبة الدول والأفراد المعرقلين لقرار وقف إطلاق النار الموقع في جنيف الشهر الماضي.