البعثة الأممية دعت جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم

الاشتباكات المسلحة في ليبيا تضع وقف إطلاق النار على المحك

جلال بوطي/وكالات

تجدّدت الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار من طرفي النزاع لكن عودة الاشتباكات المسلحة تعيد إلى المشهد السياسي والأمني تحد خرق الاتفاق الموقع في 21 من أوت الماضي، وهو ما تحدثت عنه حكومة الوفاق وحذرت من تداعياته على الحوار السياسي المقبل. ومن جهته، دعت البعثة الأممية إلى الوقف الفوري لما سمتها الأعمال العدائية في منطقة تاجوراء وأشارت إلى أن الاشتباكات تؤكد مرة أخرى؛ الحاجة الملحة لضرورة إصلاح قطاع الأمن في البلاد.

أعادت الاشتباكات المسلحة في منطقة تاجوراء بالعاصمة الليبية طرابلس الحديث عن عودة النزاعات المجهولة وهو ما يؤكد وجود نوايا على خرق وقف إطلاق النار. وفي هذا الصدد، قال الناطق الرسمي باسم «حراك همة شباب ليبيا» أحمد أبو عرقوب لـ الشعب» أن مثل هذه الإشتباكات دائماً ما كانت تحصل في السنوات الماضية في وسط وضواحي العاصمة، ولن تكون الأخيرة. وأكد أن استقرار ليبيا والنهوض من تحت الركام لن يتم إلا بجمع السلاح وتفكيك المليشيات ودمجهم في مؤسسات الدولة بخطة واضحة.
وذكر أبو عرقوب في اتصال مع «الشعب» أنه للأسف البعثة الأممية للدعم في ليبيا ومن خلفها قوى دولية فاعلة إلى الآن لم يضعوا أيديهم على الجرح، وأداروا ظهورهم لمشكلة المليشيات المنتشرة في طرابلس وفي ضواحيها، ووجّهوا كامل جهدهم إلى أن تكون مدينتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح، قائلا» نعلم أن ذلك يصبّ في مصلحة قوى دولية تسعى إلى إقامة قواعد عسكرية في الجفرة».
وذكر أبو عرقوب أنه عندما خرجت المظاهرات يوم 23 أوت كان وضع الكهرباء أفضل مما هو عليه الآن، في ذلك الوقت كانوا يتحججون بإيقاف إنتاج النفط، والآن تقريباً جميع المنشآت النفطية تشتغل منذُ أكثر من أسبوع. وأكد أن حقيقة أزمة الكهرباء سببها الفساد المالي والإداري الذي أسهمت فيه الإدارات المتعاقبة على الشركة العامة للكهرباء وكذلك المجلس الرئاسي ومصرف ليبيا المركزي، والدليل حديث رئيس ديوان المحاسبة عن حجم الفساد الموجود في هذا الملف. وتعتبر أزمة الكهرباء شرارة الاحتجاجات منذ أسابيع. وفي هذا يوضح الناطق باسم حراك أن ما يثير الدهشة «هو أنه منذ سنة 2012 إلى اليوم مجموع ما صرفت الشركة العامة للكهرباء يقدر ب 37 مليار دينار، وهذا المبلغ كاف لإضاءة قارة أفريقيا بالكامل». وحذر من أن الانتفاضة قد تتم في أي لحظة، لأن المطالب ذهبت أدراج الرياح، والفساد لازال قائما، قائلا» حراك همة شباب ليبيا قد أصبح له هيئة تنسيقية، وفتح باب الانضمام لكل الشخصيات الوطنية، والتيار المدني قويّ ويتمدّد».
ورحّب المتحدث بالإتفاق الليبي – الليبي الذي نتج عنه استئناف إنتاج وتصدير النفط والذي تضمّن حزمة من الإجراءات التي من شأنها أن تخفّف من معاناة المواطن، وأشار إلى أنهم قد التمسوا نتائج إيجابية جراء هذا الاتفاق، لاسيما عودة الهدوء بين طرفي النزاع في ظل الجهود لاستئناف الحوار السياسي قريبا. وقال نحن نرحب كذلك بالجهود المبذولة، الهادفة للوصول بليبيا إلي برّ الأمان، ولكن كل هذه الجهود سوف يكون مصيرها الفشل إن لم تكن العملية السياسية شاملة ويشارك فيها جميع ألوان الطيف الليبي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024