يعتبر شهر سبتمبر موسم ارتفاع عدد الزوار بالنسبة لمدينة نيويورك الأمريكية، حيث تتزامن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع بطولة تظاهرات هامة في أمريكا، لكن جائحة كورونا كانت لها رأي آخر. وتعد الدورة السنوية للجمعية العامة أكبر تجمع دبلوماسي في العالم، يتضمن مئات اللقاءات الجانبية والاجتماعات الثنائية أو المتعددة الأطراف لقادة العالم.
بالتزامن مع وصول الآلاف من الدبلوماسيين ومواكب سياراتهم والوفود المرافقة لهم إلى مانهاتن للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختلفت هذا العام أجواء الجمعية بحسب وكالة الأنباء الألمانية، مع استمرار تفشي الجائحة وبقاء قواعد الحجر الصحي.
قرّر قادة الأمم المتحدة عقد الحدث، الذي يصادف أيضا الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة الدولية، افتراضياً، ما يعني أن المدينة التي تسعى جاهدة للتعافي من كارثة صحية، لا تزال بعيدة عن استعادة بريقها الدولي ونشاطها الاقتصادي الذي كانت الفعاليات الكبيرة للأمم المتحدة تسهم في تنشيطه، ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بيني أبيواردينا، التي تعمل مع دبلوماسيي الأمم المتحدة بصفتها مفوضة الشؤون الدولية في مكتب عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، القول في مقابلة: «هناك نوع من الصدمة، لأننا لن نتحدث عن إغلاق الطرق هذه المرة».
أفقدت جائحة كورونا ولاية نيويورك زخمها الاقتصادي المعهود وفرص عقد الاجتماعات بالحضور الشخصي خلال المناسبات الكبرى كأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا حيث غابت الحركية التي كانت تحدثها هذه الفاعلية، وتسلل الركود إلى المتاجر والمطاعم في وقت تكافح فيه المدينة لاستعادة نشاطها.
وذكرت «بلومبرغ» أن مصارف مانهاتن، على سبيل المثال، تعلمت الدرس من محاولات شهدتها الأسابيع الماضية للعودة للأعمال، فقد أمرت «جي بي مورجان تشيس» و»باركليز» وجولدمان ساكس» موظفيها بالعمل من المنزل بعد ثبوت إصابة موظفين عائدين بكورونا. وأبلغت جهات أعمال أخرى موظفيها بأن بإمكانهم العمل من المنزل حتى نهاية العام أو منتصف عام 2021 .
وعلى مدار عقود، ظلت اجتماعات الجمعية العمومية السنوية تبرهن على أهمية نيويورك كعاصمة لعالم يتسم بالعولمة، حيث يجتمع قادة نحو 190 دولة معا ويتباحثون عبر دبلوماسية مرتجلة في ردهات الفنادق وغيرها بشأن كل القضايا من التغير المناخي إلى قضايا الحرب والسلام.
وقال تيجاني محمد بندي، رئيس الدورة السابقة من اجتماعات الجمعية العامة والمسؤول عن الترتيب للحدث الافتراضي إلى حد كبير لهذا العام، في مقابلة: «فقدنا إلى حد كبير النشاط والزخم وفرص عقد الاجتماعات بالحضور الشخصي».
ويعتبر هذا الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الفجوة الرقمية والتعليم ونقص الاتصال والبنية التحتية للأنترنت عالي السرعة وأزمة التعليم والاقتصاد في ظل وباء كوفيد 19.
وكالات