أشاد الباحث السياسي اللّيبي، عبد السلام الراجحي، بالدور الإيجابي الذي تؤديه الجزائر وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون من خلال مساعيها الرامية إلى إيجاد حل للأزمة اللّيبية بطريقة سلمية بعيدا عن لغة السلاح، مشيرا الى أن الجزائر هي البلد الوحيد في المنطقة، القادر حاليا على حلّ النزاع بين الفرقاء اللّيبيين، باعتبارها دولة مهمّة ومحورية في نفس الوقت.
أكد عبد السلام الراجحي أن الجزائر تؤدي في دور جيّد في إيجاد حل للأزمة اللّيبية، منذ تقريبا سنة أو سنة ونصف، أي منذ توّلي الرئيس عبد المجيد تبون سدة الحكم في الجزائر، من خلال المبادرات التي تقدّمت بها الجزائر سواء في المحافل الدولية على غرار الاقتراح الذي تقدّم به الرئيس تبون، خلال مؤتمر برلين، من استعداد الجزائر لاحتضان الحوار بين الفرقاء اللّيبيين أو على الفرقاء اللّيبيين مباشرة، وهو ما جعل الجزائر طرفا فاعلا في المنطقة مقارنة بالسنوات الفارطة، فضلا على ذلك فقد حافظت الدبلوماسية الجزائرية على مسافة واحدة، مع الفرقاء اللّيبيين، خاصة وأنها تسعى للعب دور الوسيط باعتبار الحل السلمي لا يتم، إلا بجمع الفرقاء، وهو موقف قوّي كدولة تجمع اللّيبيين على عكس دول أخرى.
وأضاف رئيس مركز اسطرلاب للدراسات، أن خطوات الرئيس تبون بشأن حل الأزمة اللّيبية إيجابية، بالنظر لمساعي الجزائر لحل الأزمة التي تعيشها ليبيا، نابع من القواسم المشتركة التي تجمع البلدين والشعبين مثل اللّغة والدين والجوار، وأيضا استنادا إلى رصيد لا يمكن للجزائريين نسيانه والمتمثل في وقوف الشعب اللّيبي إلى جانب الشعب الجزائري، خلال الثورة التحريرية.
وبخصوص الخرجة الإعلامية الأخيرة لرئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج وتلميحاته للانسحاب من المجلس الرئاسي، قال الراجحي، إن تصريحات السرّاج، هي نوع من المناورة السياسية يسعى من خلالها إلى رمي الكرة في مرمى لجنة الحوار ومجلس النواب ومجلس الدولة، ومن تم توجيه رسالة لهؤلاء أنه ليس متشبثا بالسلطة، وأنه على استعداد تام على تسليم السلطة في حال اتفقت الأطراف اللّيبية، موّضحا أن هذه المناورة السياسية جاءت بعد الضغوطات السياسية والمسيرات الشعبية التي شهدها كامل التراب اللّيبي في الفترة الأخيرة، المطالبة بتوفير الخدمات لاسيما الكهرباء إلى جانب تدهور الجانب الإقتصادي، بعد الهجوم الذي شنّه حفتر على العاصمة طرابلس وما ترتب عنه من انهيار الدينار اللّيبي أمام العملات الأجنبية في صورة الدولار والأورو وكذا إغلاق النفط الذي أدى إلى توقف عدة خدمات أساسية.
من خلال كل هذا يريد السرّاج أن يقول بطريقة غير مباشرة أنه ليس مسؤولا لوحده عن كل ما يحصل في البلاد، هذا من جهة ومن جهة أخرى، هو يعلم أنه من المستحيل أن تتفق الأطراف اللّيبية على البديل للمجلس الرئاسي، خلال 45 يوما التي حدّدها، فهو يناور لتخفيف الضغوط عليه، وهو تقريبا نفس السيناريو الذي أقدمت عليه الحكومة الموازية، عندما أعلن عبد الله الثني استقالاته وأيضا عقيل صالح، حينما أعلن أنه يريد إعادة الانتخابات في المجالس البلدية لتخفيف الضغوط عليهم، باعتبار أن الشعب اللّيبي متضايق منهم، ومما يحدث من ترّدي الوضع الاقتصادي، خاصة في ظل جائحة كورونا.