نشرت جريدة «مِديكو أنترناشيونال» الألمانية مقالا على صفحاتها خصّصته للقضية الصحراوية ومعاناة شعبها، جراء استمرار الإحتلال المغربي لأجزاء من الإقليم بصورة غير قانونية، وفشل الأمم المتحدة في إجراء وعد استفتاء تقرير المصير، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 690 (1991).
من خلال شهادات لعدد من اللاجئين الصحراويين، تم مجددا إبراز حالة الإحباط السائدة وسط الصحراويين جراء استمرار الوضع الصعب الذي يعيشونه لما يزيد عن أربعة عقود من الزمن وفشل الأمم المتحدة في تنفيذ وعودها وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.
ونقلت وكالة الانباء الصحراوية «واص» عن مقال الجريدة الالمانية إن « الأسباب الجذرية وراء هذا الوضع الصعب والمعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي لما يزيد عن أربعة عقود ونصف، تعود بالأساس لعدم فعالية الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار وفقدانها لإرادة حقيقية في تطبيق القانون الدولي وتنفيذ وعد الاستفتاء، وفق ما نصّت عليه قراراتها ذات الصّلة بهذه القضية».
في هذا الاطار، قال يوحبيني يحيى، رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، إن الأطراف الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية «تركز أكثر على المناطق التي يوجد فيها إرهاب ونزاع مسلّح، ولا يولون أي اهتمام للمناطق الهادئة والنزاعات السلمية، مثل ما هو الحال في الصحراء الغربية، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب».
كما نقلت الجريدة الألمانية عن الصحفية الصحراوية، كبل رشيد، وصفها لوضع الشعب الصحراوي نتيجة الاحتلال بـ «الجحيم» حيث يعيش اللاجئين الصحراويين بالاعتماد على المساعدات الإنسانية في المخيمات وشرق جدار العار المغربي، في الوقت الذي تزخر أرضهم المحتلة لموارد طبيعية هائلة، إلا أنها تتعرض للنهب من قبل المغرب وشركاءه الأوروبيين.
تصريح آخر أوردته «مِديكو أنترناشيونال» ضمن مقالها لوالي ولاية أوسرد، مريم السالك أحمادة، حول المشاكل التي تواجهها السلطات الصحراوية، بسبب نقص المساعدات والإمكانيات والوسائل الضرورية لتوفير العمل أو ضمان مستقبل للشباب مقابل ارتفاع نسبة البطالة، مما يشكل مشكلة كبيرة ليس فقط داخل المخيّمات وإنما على المنطقة ككل حيث تواجه تحدّيات كبرى مثل التطرف والجريمة المنظمة والتهريب الدولي وغيرها من الظواهر التي تستهدف الشباب المحبط بشكل خاص.
في السياق، أكد الرئيس السابق للبرلمان ومسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو أن تحقيق طموح الشباب لا يمكن وضعه بمعزل عن تصفية الاستعمار من الإقليم واستكمال بسط سيادة الجمهورية الصحراوية على أراضيها ومواردها الطبيعية.
فيما يتعلق بنظرة الشباب للواقع ومستقبله في ظل هذا الوضع، نقلت الجريدة تصريح لحمدي عمار، مسؤول العلاقات الخارجية باتحاد الشبيبة، يقول فيه إن « خيار العودة إلى الحرب من جديد، يمكن أن يكون أيضا وسيلة اتصال، ستساهم في رفع الوعي بقضية الصحراويين وحقهم في الحرية، وذلك لسبب بسيط هو أن هذا الخيار سيؤثر بالتأكيد على المصالح الاقتصادية للعديد من الأطراف الدولية، وبالتالي سيكون محل اهتمام واسع. وكالات