,دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركيا لإعادة فتح حوار مسؤول مجددا بخصوص شرق المتوسط، في تغريدة نشرها عبر تويتر، باللغة التركية، هي الأولى من نوعها. وقال ماكرون في تغريدته: «بعثنا رسالة واضحة إلى تركيا في قمة أجاكسيو: دعونا نعيد فتح حوار مسؤول، بحسن نية، وبدون سذاجة، هذه الدعوة هي الآن أيضًا دعوة البرلمان الأوروبي، يبدو أنها قد سُمعت، فلنتقدم».
تصريح ماكرون الذي يبدو أنه يمثل تحذيراً أخيراً لأنقرة قبل قمة الاتحاد الأوروبي، جاء عقب عدد من التصريحات التركية خلال الأيام الماضية التي تحدثت عن الدور الفرنسي السلبي في الأزمة، ومساهمته في تحريض اليونان وقبرص ضد قبول دعوات الحوار. ويرى الجانب التركي أن الهدف الفرنسي من هذا الدور هو تعزيز قوتها في قيادة الاتحاد الأوروبي ومنافسة ألمانيا، وبيع المزيد من الأسلحة في المنطقة.
وتتسارع منذ أيام الجهود الدبلوماسية لإحداث اختراق في جدار الأزمة، وسط محاولات تركية لتخفيف حدة التوتر وتثبيت موقفها في المنطقة بعد سحب سفينة الأبحاث «عروج ريس» من المناطق المتنازع عليها مع اليونان، و»عودتها إلى السواحل التركية للصيانة»، بهدف سحب الذريعة من يد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على أنقرة، وهو الأمر الذي أسهم في خفض منسوب القلق لدى الجانب اليوناني، لكن استمرار عمل سفينة الأبحاث «ياوز» التركية في الجرف القاري لجزيرة قبرص بالاتفاق مع الإدارة التركية من الجزيرة، ما زال يشكّل مصدر قلق لقبرص اليونانية العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي تتحالف مع فرنسا للضغط على اجتماعات الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا بسبب أنشطتها للتنقيب عن الطاقة في المتوسط.
وتؤدّي ألمانيا دوراً محورياً في الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل لفض الأزمة شرق المتوسط، وخصوصاً بسبب وجود برلين في رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية. وهذا ما انعكس في توالي الاتصالات الثنائية بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من جهة، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس من جهة أخرى.
ويتوقع أن تواصل ألمانيا، التي تحظى بثقة الجانب التركي، اتصالاتها إلى ما قبل اتخاذ قادة الاتحاد الأوروبي قراراتهم في القمة التي ستنعقد في بروكسل، في محاولة لصياغة موقف موحد خصوصاً في ظل الموقف الفرنسي الداعم لفرض العقوبات على تركيا، والتي وصفته الأخيرة بأنه موقف «يصب الزيت على النار» في البحر المتوسط بحسب وصف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
في سياق الأزمة، كشفت تقارير مسربة أن اليونان وتركيا في المرحلة الأخيرة من إطلاق المفاوضات الاستكشافية، والتي تم تعليقها في مارس عام 2016. وقالت التقارير إن محادثة هاتفية تمت بين مديرة المكتب الدبلوماسي لرئيس الوزراء اليوناني، إيليني سوراني، وممثل الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، وبإشراف، يان هيكر، مستشار السياسة الخارجية لدى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.وقد تم تحديد نطاق المفاوضات الاستكشافية، وتتعلق بالمناطق البحرية «المنطقة الاقتصادية الخالصة» والجرف القاري، وهي قضية أثارتها اليونان منذ البداية.
ووفقا للتسريبات، من المنتظر أن يتم إجراء اتصال آخر بين سوراني وكالين الأسبوع المقبل من أجل وضع التفاصيل الأخيرة لبدء الجولة 61 من المفاوضات الاستكشافية بين البلدين. ويزداد التوتر منذ أسابيع بين فرنسا وتركيا لتضارب المصالح في عدد من القضايا، ليصل إلى حد تبادل الاتهامات والتهديدات والإهانات.
من جهة أخرى، اعتبر المفكر السياسي الفرنسي، شارل سان برو، مدير عام مرصد باريس للأبحاث الجيوسياسية، في حديث لوكالة الأناضول للأنباء التركية، أن رئيس بلاده إمانويل ماكرون «مخطئ في سياسته تجاه تركيا» في شرق البحر المتوسط، واصفا مواقفه ماكرون الأخيرة بـ «الخطيرة». ومن المتوقع أن تبدأ مفاوضات بين الاطراف المعنية بعد قمة 24 و25 سبتمبر، حيث ستجري هناك مناقشة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد تركيا.
واستضافت مدينة أجاكسيو، وهي عاصمة إقليم جزيرة كورسيكا الفرنسية، قمة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الجنوبية، الأسبوع الماضي، لمناقشة التوتر بين تركيا واليونان شرقي المتوسط. ومن المزمع أن تنعقد قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، يومي «24-25» سبتمبر الجاري، لمناقشة عدة ملفات، بينها شرقي المتوسط.
ق ــ د / وكالات