أثار قرار البحرين التطبيع مع الكيان الصهويني، موجة ردود عربية ودولية غالبيتها مندّدة بالخطوة. وتأتي قبل أيام قليلة على التوقيع الرسمي على اتفاق التحالف الإماراتي الإسرائيلي الذي يرعاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
اعتبر الفلسطينيون خطة المنامة طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن تطبيع دولتي البحرين والإمارات مع إسرائيل، إعلان رسمي بقبول صفقة القرن، و»بداية لتغيير المنظومة السياسية جذريا في العالم العربي».
وقال عريقات إنّ «تطبيع الدولتين إعلان رسمي بقبول صفقة القرن، التي تضع المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والقدس الشرقية ومعراج رسول الله تحت السيادة الإسرائيلية».
وجاء ذلك في تصريح أول أمس على تلفزيون فلسطين تعقيبا على إعلان الولايات المتحدة تطبيع العلاقات بين المنامة وإسرائيل، بعد شهر من إعلان مماثل لتطبيع الإمارات. وأضاف عريقات أن «ما قامت به مملكة البحرين لاحق لما قامت به دولة الإمارات قبل نحو شهر، ويشكّل طعنة مسمومة في الظهر الفلسطيني والقضية الفلسطينية».
وتابع عريقات قائلا: «الذي يقبل أن تكون لإسرائيل سيادة على الحرم القدسي هو ينكر الإسراء والمعراج، وهذه فعلا ردة سياسية وردة عقائدية ولن نخجل من أحد». وأشار إلى أن «هذا اليوم سيدخل التاريخ على أنه يوم ميلاد تحالف أمني اقتصادي عسكري إسرائيلي عربي في المنطقة، اعتقادا من بعض صناع القرار في العالم العربي أنه بإمكانهم أن يقيموا نظاما أمنيا عربيا على قاعدة ارتكاز إسرائيلية».
واعتبر عريقات أنه من «الوهم والعجز» الاعتقاد بأنه يمكن «بناء تحالف على وعود مسموعة من الصهاينة المتشددين، أمثال مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، والسفير الأمريكي في إسرائيل ميلتون فريدمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب». موضحا أن «المبدأ الرئيس في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أن العرب يجب أن يكونوا أضعف من إسرائيل»، مشيرا إلى أن «البحرين والإمارات دولتان قرّرتا رصد كل ما يملكان ليتم إعادة انتخاب نتنياهو وترامب».
واعتبر عريقات أنّ «القضية الفلسطينية مفتاح السلام في المنطقة (..) ولو جاءت إسرائيل بـ 193 سفارة إلى القدس، فلن يتحقق الاستقرار ما دام الاحتلال باق»، مؤكدا أنه «لا يوجد لدينا على أرض فلسطين فيالق من الإمارات أو البحرين وغيرها تحارب إلى جانب شعبنا في القدس والضفة وغزة، نحن نقف بأجسادنا وأجساد أبنائنا وبناتنا، مدافعين عن عروبة وطهارة هذه الأرض ومقدساتها وسنستمر في ذلك».
الأردن تندّد
في الأردن أدان حزب جبهة العمل الإسلامي الاتفاق، واعتبر أنه «يمثل جريمة تاريخية يجب التراجع عنها، بما ينسجم مع موقف الشعب البحريني». وأضاف الحزب في بيان له، أن «الاتفاق استمرار لمسلسل تساقط الأنظمة العربية في مستنقع التطبيع الذي يشكل طعنة للقضية الفلسطينية ولجهاد الشعب الفلسطيني، وخيانة لمواقف الشعوب العربية». وأكّد أنّ «هرولة هذه الأنظمة للتطبيع مع العدو الصهيوني، والتحالف معه لا تعبر عن مواقف الشعوب العربية ولن تضمن مصالح الأنظمة.
استنكار في اليمن
في اليمن استنكر حزب «المؤتمر الشعبي العام» في العاصمة اليمنية صنعاء، أحد أجنحة الحزب الأكبر الذي كان يرأسه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الاتفاق البحريني الإسرائيلي. واعتبر في بيان له، أول أمس، أن تطبيع البحرين مع إسرائيل «متاجرة بقضايا الأمة وتسابق على إرضاء العدو.
واستنكر الحزب «بأشد العبارات» اتفاق التطبيع الأخير، ومن قبله الإمارات وإسرائيل، «والذي يأتي ضمن ما يسمى بصفقة القرن واستكمالا لمخطط تدمير الدول العربية التي كانت ولا تزال تقف في وجه مقاومة خطط التطبيع».
ودعا الحزب اليمني «جميع أحرار وشرفاء وشعوب الأمة وفي مقدمتها الأحزاب العربية، إلى إدانة واستنكار ورفض مواقف التطبيع مع إسرائيل، باعتبار ذلك خيانة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني».
إدانة في البحرين
دعت جمعية العمل الإسلامي في البحرين، «أمل» شعوب العالم العربي والإسلامي لإدانة ما سمته بـ «جريمة» التطبيع البحريني مع إسرائيل، وطالبت أيضا في بيان لها، بممارسة كافة أشكال الضغط لوقف «الجريمة» عبر كل الوسائل المشروعة والمتاحة، كما شدّدت على «حق الشعوب في سيادتها على أراضيها، وحقها في تقرير مصيرها».
وكانت عدد من الجمعيات البحرينية أعلنت رفضها واستنكارها لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وذلك «توافقا مع الموقف العربي الثابت بعدم التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني». وجاء ذلك في بيان مشترك، وقعه كل من تجمع الوحدة الوطنية، جمعية المنبر الوطني الإسلامي، التجمع الوحدوي، جمعية الصف الإسلامي، جمعية التجمع القومي، جمعية المنبر التقدمي، جمعية التجمع الوطني الدستوري، وجمعية الوسط، وذكر البيان: «نجدد رفضنا لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، نؤكد اعتزازنا بموقف شعب البحرين وفخرنا بمواقف الشعب الخليجي بمواقفه التاريخية في رفض التطبيع».
ق ــ د / وكالات