أدان لبنان الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف، أمس الأول، مناطق جنوب البلاد، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي استمرار تأهب قواته ومواصلة الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مواقع مختلفة قرب الحدود تحسبا لرد محتمل من حزب الله.
شهد جنوب لبنان تصعيدا عسكريا لافتا الاثنين، حيث استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع في محيط مزارع شبعا المحتلة بذريعة رصد محاولة تسلل من قبل عناصر حزب الله، غير أن الحزب نفى وقوع أي تسلل أو اشتباك.
واستهدف القصف محيط موقع «رويسات العلم» في تلال بلدة «كفرشوبا» ومزرعة «شانوح» جنوبها، إضافة إلى محيط مزارع شبعا المحتلة، وقد أظهرت صور بثتها القناة الإسرائيلية السابعة مواقع الانفجارات التي قالت إن خلية مسلحة حاولت التسلل إليها.
واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون اعتداء إسرائيل على الأراضي اللبنانية تهديدا للاستقرار في الجنوب اللبناني، قبيل بحث مجلس الأمن الدولي مسألة التجديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان «يونيفيل».
من جهته، قال رئيس الوزراء حسان دياب إن إسرائيل اعتدت على سيادة لبنان وخرقت القرار رقم 1701 عبر تصعيد عسكري خطير، مشيرا إلى أنها تعمل جاهدة لتعديل مهام اليونيفيل وقواعد الاشتباك.
وبناء عليه، دعا دياب إلى الحذر في الأيام المقبلة، متخوفا من انزلاق الأمور إلى الأسوأ في ظل التوتر الشديد على الحدود، على حد تعبيره.
تأهّب إسرائيلي
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي استمرار بقاء قواته في حالة تأهب قصوى، ومواصلة الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مواقع مختلفة بالقرب من الحدود مع لبنان، كما أبقت الشرطة العسكرية الإسرائيلية حواجزها المنتشرة في محاور طرق رئيسية عدة قرب الحدود.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر في تل أبيب إن إسرائيل تتوقع ضربة أخرى من حزب الله، وتراقب التحركات والتطورات الأمنية على الحدود لتقييم الأوضاع والاستعداد لأي هجوم محتمل.
تحقيق أممي
من جانب آخر، بدأت قوات الأمم المتحدة تحقيقاتها بشأن القصف المدفعي الإسرائيلي الذي شهده جنوب لبنان، وبينما حذرت إسرائيل حزب الله من مغبة مهاجمتها قال الحزب إن إطلاق النار كان من طرف واحد فقط «قلق ومتوتر».
وفي مؤتمر صحفي عقده عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، دعا فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى خفض التوتر في جنوب لبنان، وتوخي أقصى درجات ضبط النفس.
وقال إن قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يتواصل مع الأطراف المعنية من أجل التهدئة وتقييم الوضع ومعرفة ما حدث.
تحذير إسرائيلي
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، ووزير الدفاع بيني غانتس -وهو رئيس الحكومة البديل- وجها تهديدا إلى حزب الله وسوريا ولبنان، وحملا البلدين مسؤولية أي هجوم ينفذه الحزب من أراضيهما ضد إسرائيل.
وتعليقا على الأحداث، قال حزب الله إنه «لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار» من طرفه حتى الآن، بل «إن إطلاق النار كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلِق والمتوتر»، حسب وصفه.