تتواصل عملية التحضير للمؤتمر الدولي حول ليبيا، بالعاصمة الألمانية برلين، مع سعي المبعوث الأممي غسان سلامة، إلى إشراك دول الجوار ولو بصفة مراقبة.
نقلت وسائل إعلامية ليبية أمس، أن سلامة لا يستبعد إعادة الشريك الألماني النظر في توسيع رقعة حضور دول الجوار مؤتمر برلين الذي يعقد اجتماعا تحضيريا رابعا في 20 نوفمبر المقبل، حيث سيكون لهم دور المراقب داخل لجنة المتابعة.
وكشف غسان سلامة في حوار إذاعي عن شراكة يعمل عليها مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على عدة اجتماعات تحضيرية.
وتتحرك البعثة الأممية في الاجتماعات وفق أجندة من ستة محاور تقوم على البحث في طرق العودة إلى العملية السياسية وشروط وقف إطلاق النار، ووضع آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع تدفق السلاح إلى ليبيا، وحزمة الإصلاحات النقدية لإعادة إنعاش العملية الاقتصادية، والترتيبات الأمنية المبكرة في طرابلس وضواحيها، والمحور السادس يتعلق بتطبيق القانون الإنساني الدولي.
وانتقد غسان سلامة عدم قدرة المؤتمرات السابقة التوصل إلى النتيجة المطلوبة التي وضعت تواريخ اعتباطية، كاشفا عن وضعه عدة شروط بعدم تحديد تاريخ معين لمؤتمر برلين حتى يتأكد اتفاق الدول الكبرى، والشرط الثاني الذي يشير إليه «ترجمة هذا التفاهم إلى قرار فوري في مجلس الأمن الدولي»، أما الشرط الثالث وهو مختلف تماما عن المؤتمرات السابقة فأن يكون ممثلون فعليون للمنظمات الإقليمية ولعدد كبير من الدول وبلاد الجوار داخل لجنة متابعة حتى تساعد البعثة في التوصل إلى تفاهمات.
وبخصوص إقصاء عدة دول من مؤتمر برلين لفت سلامة إلى إصرار الشريك الألماني على أن نكتفي حاليا بعدد قليل من المشاركين، وأن يقتصر الأمر على دعوة المنظمات الإقليمية فقط رغم الضغط الكبير على برلين لحضور الجزائر وتونس، مستدركا: «كان الضغط كبيرا، ولا أستبعد توسيع رقعة المدعوين».
وبدلا من أن يثير مؤتمر برلين حدا أدنى من التوافق الإقليمي أظهر بروز نوع من الخلافات إلى السطح، احتجت عليه روما التي كان لها سابق عهد بتنظيم مؤتمر باليرمو، إذ لم يخف وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، قلق بلاده بسبب «عدم دعوة الجزائر وتونس لمؤتمر برلين المقبل حول ليبيا» رغم أنهما الدولتان الأكثر تضررا من الأوضاع الأمنية السائدة في ليبيا.
وسعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى ترميم «سوء الفهم» من روما، الإثنين الماضي، بلقائها رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، حيث أكدا خلال مؤتمر صحفي مشترك الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار في ليبيا.