فتحت إقالة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جون بولتون، من منصبه التساؤلات بشأن توقيت وسبب التطور المفاجئ في العلاقة بين الرجلين المنتميين للحزب الجمهوري.
و في السياق ، قالت صحيفة» نيويورك تايمز» إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون المقال اختلفا حول سياسة واشنطن تجاه خمسة ملفات، كان آخرها خطة السلام مع حركة طالبان بأفغانستان.
وذكر تقرير بالصحيفة أن تباين وجهات النظر بين الرجلين بشأن التحديات الخارجية الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية تعود إلى آراء بولتون، الذي يفضل انتهاج سياسة «متشددة» تجاه بعض الدول، تقوم على فرض العقوبات والعمليات العسكرية الاستباقية، حتى وإن فضل ترامب التعاطي معها من خلال القنوات الدبلوماسية.
وسلطت الصحيفة الضوء على ملفات تتعلق بخمس دول كانت مصدرا للخلاف بين ترامب المتردد في توسيع الوجود العسكري الأميركي في الخارج وبولتون، وهي أفغانستان وكوريا الشمالية وإيران وروسيا وفنزويلا.
أفغانستان
كان بولتون هو الصوت المعارض الأبرز لخطة السلام مع حركة طالبان، وهي الخطة التي يدعمها ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، والرامية إلى سحب القوات الأميركية من أفغانستان، ووضع حد للحرب التي استمرت 18 عاما.
وأعلن ترامب السبت إلغاء اجتماع كامب ديفيد مع قادة طالبان عبر سلسلة تغريدات في حسابه بتويتر، وألقى المؤيدون للتفاوض مع الحركة باللوم في ذلك على بولتون، وفقا للصحيفة.
كوريا الشمالية
وحسب نيويورك تايمز، يرى ترامب أن أحد أهم إنجازاته في السياسة الخارجية هو ذوبان التوترات بين بلاده وكوريا الشمالية. وبينما ظل يقول إنه غير سعيد بإجراء كوريا الشمالية تجارب لصواريخ في ماي الماضي، فقد قلل من أهميتها، وقال إن الاختبارات لم تخفف تفاؤله بأن البلدين يمكنهما مواصلة المفاوضات بشأن العقوبات الأميركية وجهود كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي، لكن بولتون لم ير منطقة رمادية في تلك الاختبارات، وأعلن أنها تنتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إيران
وأشارت الصحيفة إلى أن الملف الإيراني يعد من أبرز الملفات التي اختلف فيها ترامب وبولتون، المعروف بالدفاع عن فكرة تبني الخيار العسكري ضد إيران حتى قبل توليه المنصب.
فنزويلا
بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والدول الحليفة لها أن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو غير شرعية، وأعلنت دعمها لحركة المعارضة بقيادة خوان غوايدو؛ شعر ترامب بالإحباط من أن الجهود المبذولة للإطاحة بمادورو لم تحقق نجاحا فوريا.
وترى الصحيفة أن إدارة ترامب علمت بعد ذلك أن نفوذها في المنطقة أقل مما كان متوقعا، تاركة المعارضة المدعومة من البيت الأبيض في مأزق مع حكومة مادورو لعدة أشهر، وتساءل ترامب عن إستراتيجية إدارته هناك، بينما استمر بولتون يدعو لمزيد من الضغط الأميركي على مادورو، وقال في أوت الماضي «الآن هو وقت العمل».
روسيا
في الآونة الأخيرة، أكد بولتون للأوكرانيين أنهم سيحصلون على الدعم في نزاعهم مع الانفصاليين الروس، لكن نيويورك تايمز ترى أن البيت الأبيض لم يفعل الكثير لتلبية هذا الوعد، بل أخبر ترامب مساعديه سرا أنه يعتبر أن أوكرانيا لديها حكومة فاسدة.
وواجه بولتون روسيا بسبب تدخلها في الانتخابات، وهو موضوع مثير للحساسية بالنسبة لترامب، الذي يرى أن مناقشته تقوض شرعيته، حسب نيويورك تايمز.
أسماء محتملة لخلافة بولتون
وطرح اسم ستيفن بيغن، المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية، من بين الأسماء المحتملة لخلافة بولتون.
وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض: «بيغن يشبه بومبيو كثيرا في أنه يدرك أن الرئيس هو الرئيس وأنه صاحب القرار».
هذا و مباشرة بعد إعلان ترامب، أمس الأول ، رحيل مستشاره للأمن القومي جون بولتون، وهو الشخص الثالث الذي يشغل هذا المنصب منذ انطلاقة إدارته، بدأت التكهنات بشأن هوية الشخص الذي سيخلفه، في وقت سيتولّى المنصب موقتاً نائب بولتون، تشارلز كوبرمان.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس الأربعاء، قائمة تتضمّن ما سمتها «بدائل معقولة»، لتكون رابع شخص يتولّى منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
1- القائم بأعمال مستشار الأمن القومي تشارلز كوبرمان: هو مسؤول سابق في إدارة الرئيس السابق رونالد ريغان ومساعد بولتون منذ فترة طويلة. عُيّن في جانفي نائباً لمستشار الأمن القومي بقيادة بولتون.
2- المبعوث الخاص إلى كوريا الشمالية ستيفن بيغون: يُمكن اعتباره شخصاً تكنوقراطياً قادراً، أكثر منه شخصاً ذا أفكار كبيرة، بعكس بولتون الذي كانت لديه آراء إيديولوجية حازمة شكّلت مواقفه السياسية.
3- المبعوث الخاص لشؤون إيران برايان هوك: محامٍ دخل إلى وزارة الخارجية في عهد ريكس تيلرسون، ويُعدّ أحد الناجين المتبقين من تلك الحقبة، وفق «نيويورك تايمز». ويقول مسؤول في الإدارة على دراية بعلاقته مع ترامب، إنّ الإثنين يتفاعلان بشأن إيران، وإنّ الرئيس سعيد بكيفية تنفيذ الاستراتيجية هناك.
4- لاعب أساسي في «فوكس نيوز» دوغلاس ماغريغور : عميد متقاعد في الجيش، وكتب كتباً عدة عن إعادة تنظيم الجيش.
5- السفير الأميركي لدى ألمانيا:ريتشارد غرينيل، محبوب من قبل ترامب، وكان في بعض الأحيان يحاكي أسلوب الأخير الدبلوماسي الصاخب.
6- اللفتنانت جنرال هربرت رايموند مكماستر:شغل منصب مستشار الأمن القومي قبل بولتون، وأطيح به العام الماضي، بعد أسابيع من عاصفة تغريدات غاضبة لترامب، بسبب تعليقه على وجود دليل «لا جدال بشأنه» على التدخل في الانتخابات الروسية.