قررت الحكومة الأسترالية الالتحاق بالولايات المتحدة في عمليات ما يسمى «تأمين» الملاحة في مضيق هرمز، مشددة على أن عمل قواتها سيقتصر هناك على ضمان أمن الممرات. كشف رئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الدفاع الأسترالية، ورئيس الأركان العامة في البرلمان الاتحادي أن أستراليا تنوي إرسال فرقاطة وطائرة استطلاع إلى مضيق هرمز، بما سيسهم في جعل الملاحة أكثر أمنا في المنطقة.
يذكر أن الجيش الأسترالي شارك في معظم الحروب التي قادتها الولايات المتحدة بدءا من الحرب العالمية الثانية، حيث خاضت حربين إحداها ضد ألمانيا وإيطاليا، والأخرى ضد اليابان، وقتل لها 39 ألف عسكري، وأصيب أكثر من 23 ألف آخرين.
كما خاضت القوات المسلحة الأسترالية حرب فيتنام الضارية والدموية خلف الولايات المتحدة، وبقيت وحدات الجيش الأسترالي تحارب هناك من عام 1965 حتى عام 1972.
قتل للجيش الأسترالي خلال تلك الحرب في أدغال فيتنام 521 عسكري وأصيب أكثر من 3000 آخرين من إجمالي 60 ألف عسكري مروا بتلك المغامرة المأساوية الكبرى.
شارك أكثر من 17000 عسكري أسترالي في الحرب الكورية خلف القوات الأمريكية وتحت علم الأمم المتحدة، وبلغت خسائرها في تلك الحرب 340 قتيل وأكثر من 1216 جريح.
لم تتخلف القوات الأسترالية عن المشاركة في الغزوات الأمريكية التالية، وكانت حاضرة في حرب الخليج الثانية عام 1991 وفي الغزوالأمريكي لأفغانستان، بدءا من 2001 ومن بعد غزو العراق عام 2003.
تحالف واشنطن
تسعى واشنطن لتشكيل هذا التحالف الدولي لمواكبة السفن التجارية في الخليج، لكنها لم تتمكن على ما يبدو من جذب الكثير من الدول، ولا سيما أن الكثير من حلفائها يتوّجسون من جرهم إلى نزاع مفتوح في هذه المنطقة، التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحرا. وتقوم فكرة واشنطن على أن تتولى كل دولة مواكبة سفنها التجارية مع دعم من الجيش الأمريكي الذي يؤمن المراقبة الجوية وقيادة العمليات.
لا ينفك التوتر يتصاعد في المنطقة منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ماي 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على إيران في إطار حملة «الضغوط القصوى ضدها».
وردت إيران على خطوة ترامب بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق. وكاد الوضع يخرج عن السيطرة في الأسابيع الأخيرة مع وقوع هجمات ضد سفن شحن في منطقة الخليج، وإسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية، واحتجاز ناقلات نفطية.