لم يكسّر الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة ستراسبورغ الفرنسية، قبل يومين، رغبة السترات الصفراء في التظاهر اليوم السبت، بالعاصمة باريس، في إطار ما يسمونه «التحرك الخامس»، ضد السياسة الاقتصادية والاجتماعية للرئيس ماكرون، بينما ناشدت الحكومة إلى تحكيم العقل.
وبعد عملية أمنية كبيرة شاركت فيها القوات المسلحة أعلنت الشرطة الفرنسية مقتل منفذ الهجوم الإرهابي الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص في سوق لعيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ الفرنسية وذلك في نهاية لعملية بحث دامت 48 ساعة.
عملية أمينة ضخمة
وقامت الأجهزة الأمنية الفرنسية بحملة مطاردة ضخمة شارك فيها 700 عنصر من أفراد الشرطة، للإرهابي المدعو «شريف شيكات»، وهو فرنسي، استمرت يومين وانتهت بالقضاء عليه في حي نودورف الواقع في جنوب ستراسبورغ والذي ترعرع فيه ولجأ إليه بعد أن نفذ اعتداءه الذي أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحا.
وكان الإرهابي قد أطلق النار مساء الثلاثاء الماضي، في شوارع تجارية بوسط مدينة ستراسبورغ التاريخي على بعد أمتار من شجرة الميلاد الشهيرة بالسوق.
وفي ملابسات لا تزال غامضة، تمكن الجاني، من الصعود إلى سيارة أجرة وتوجه بها إلى حي قريب حيث وقع تبادل آخر لإطلاق النار مع الشرطة قبل أن يفر.
وبقي سوق الميلاد الذي يجتذب سنويا مليوني زائر مغلقا الخميس قبل أن تتم إعادة فتحه أمس، وفق ما أعلن وزير الداخلية كريستوف كاستنير.
«داعش» الإرهابي يتبنى
وما إن لقي الإرهابي مصرعه برصاص الشرطة الفرنسية حتى تبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجوم.
من جهته قال مصدر أمني إن الإرهابي»أطلق النار على وحدة من قوات الأمن العام التي رد عناصرها» بإطلاق النار عليه مما أسفر عن مقتله.
الحكومة تناشد «السترات الصفراء»
وأتى مقتل الإرهابي الفرنسي في ختام نهار ناشدت خلاله الحكومة الفرنسية محتجي «السترات الصفراء» عدم التظاهر اليوم السبت، وذلك لتمكين قوات الأمن من تركيز جهودها على مكافحة الإرهاب.
وقال بنجامين غريفو المتحدث باسم الحكومة «حتى الآن لم نقرر منع التظاهرات» المقررة السبت والتي يستمر بعض المحتجين في الدعوة إليها.
لكنه طلب من المتظاهرين الذين يحتجون منذ نحو شهر ضد السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة تحكيم العقل بعد اعتداء ستراسبورغ.
وأضاف المتحدث أن الحكومة استمعت إلى المحتجين وتجاوبت معهم، في إشارة إلى الإجراءات التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون لرفع القدرة الشرائية للعاملين والمتقاعدين من أصحاب الدخل المحدود.
وفي فرنسا، بدا أن العديد من منظمي حركة الاحتجاج يواصلون الحشد من أجل تظاهرة السبت، رغم أن أصواتا معتدلة قالت إن الوقت قد حان للحوار.
وشدّد غريفو ومسؤولون آخرون على أن قوات الأمن الفرنسية بذلت جهودا «هائلة» خلال الأسابيع الماضية، وأنها منهكة.
التحرك الخامس
وفي السياق، نقلت وسائل الإعلام الفرنسية، عن أبرز قادة حراك «السترات الصفراء»، عزمهم على التظاهر مجددا في العاصمة باريس، بعدما قاموا بتعبئة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لمواصلة الضغط على الحكومة والرئيس ماكرون.
وبينما دعا بعض المحتجين إلى قبول الحوار مع الحكومة ووقف التظاهر، يتمسك آخرون بالشارع للضغط، رافضين الاجراءات التي اتخذها الرئيس ماكرون.