تحدث الفنان العاصمي مسكود عن صاحب البشرة السمراء الداكنة ‘’بابا سالم’’ الذي كان يجوب أحياء العاصمة وضواحيها وكافة أرجاء البلاد في الزمن الجميل، وصحّح لمنشطة حصة «فنانكم» لظهيرة الخميس الماضي بالقناة الثالثة وصفها المتسرع للرجل بأنه ينحدر من العبيد، موضحا انه خلافا ذلك ينحدر من زنوج السودان وهو من رموز الثقافة الجزائرية التي احتضنت ألوانا عديدة من الموروث العالمي الأصيل.
وكان على مسكود أن يصحح الموقف حتى لا تنزلق الأذهان إلى استنتاجات لا تقوم على أساس تدفع إلى متاهات بسبب عدم البحث ومحدودية الاطلاع لدى البعض ممن يتعاملون مع الثقافة التي لا تعترف بالعبودية خاصة في جزائر العزة والكرامة، حيث لا مجال لذلك بأي شكل من الأشكال.
ونحن صغار في فترة السبعينات كنا نتبع خطوات ورقصات بابا سالم لما يحل على حينا الشعبي البسيط وهو ينفخ في آلة ‘’المزود’’ مطلقا نغمات ‘’القرقابو’’ القوية تعكس قيمة الحرية والنخوة بينما يتلقى هو من يرافقه من ما يجود به السكان ردا لجميل صناعة الفرحة في أوساط إحيائنا ومن خلالها الحفاظ على موروث إنساني يعكس في جوانب كثيرة الهوية والانتماء والعزة والتضامن.
حقيقة هذه الشخصية الأصيلة التي تنحدر من ادرار حسبما يتداول لم تأخذ حقها بالحجم الذي تستحقه أمام الهجمة التكنولوجية التي ولدتها العولمة، ولعل تسليط الضوء بجدية وموضوعية عليها سوف يسمح للأجيال بالتعرف على الحقيقة بأن من يدخل إلى بلادنا أو يولد فيها على تعاقب الأجيال حر ابن حر رغم مصاعب الزمن وتقلباته. وبالنسبة للعبيد فقد جلبوا عنة من غرب افريقيا لاستعبادهم في أمريكا والقصة يعرفها الجميع.