الشعب'' تُبحر في سنوات عطاء الفنان التشكيلي الراحل

أحمد كنزاري ... حكار لا يكنّ حسدًا أو بغضا لمبدع هدفه الأسمى خدمة الفن

سميرة لخذاري

بوخاتم ولزهر قامتان ساهمتا في صنع فنانين كبار

في أجواء حزينة، شيّعت جنازة أحد أعمدة الفن التشكيلي الفنان الجزائري لزهر حكار، الذي وافته المنية ليلة الخميس، ليترك فراغا رهيبا في ميدان إبداعه وفي قلوب عديد الأسماء التي صقلها ومد لها يد العون لتكون هي الأخرى من طينة الكبار في عالم الفن التشكيلي.

هو ذلك الفنان الذي جمعنا معه لقاء بمتحف ''ماما'' بشارع العربي بن مهيدي على هامش معرضه الأخير، حيث لمحنا حبه الكبير للفن التشكيلي، اقتربت منه ''الشعب'' في مساء عبّر لنا فيه عن تعبه من جهة والمتعة التي يعيشها مع أطفال كان لهم أستاذا، يحاولون التمرن على الريشة، وبأسلوب حسرة رثى التكوين في هذا الميدان، وتأسّف الى غياب الغيرة على الفن التشكيلي .
معرض متحف ''ماما'' مكّن تلامذته من لقائه مرة أخرى في فضاء عرض فيه حكار قطرة ماء من بحر اللوحات التي أبدع فيها، والجميل أن نكتشف أحد الأسماء الفنية التي كان حكار مؤسسها وصاقلها، هو ''عمي أحمد كنزاري''، مسؤول بالقسم التقني بجريدة ''الشعب''، هذا الأخير الذي عاد بذكرياته الى سنوات العطاء في عالم الفن التشكيلي، مرجعا كل الفضل الى اسمين، قال عنهما، أنهما ركيزتا الإبداع في الجزائر، ويتعلق الأمر بكل من فارس بوخاتم، ولزهر حكار، هذين الأخيرين اللذين مثلا الإتحاد الوطني للفنون التشكيلية أحسن تمثيل، من خلال الفعاليات التي نظمها هذا الهيكل باستضافة كبار الفنانين العالميين والجزائريين في معارض داخل وخارج الوطن.
وحدّثنا عمي أحمد، فنان ''الشعب'' عن فوج ''الطليعة الثورية''، هذا الأخير الذي كان وراءه المرحوم لزهر حكار وبوخاتم، حيث ساهما بهذه المبادرة في كتابة تاريخ الجزائر بطريقة فنية، بجداريات ما تزال جدران ولايات الوطن مزيّنة بها الى اليوم، هي أعمال جمع فيها هذان الفنانان الكبيران كل المواهب عبر التراب الوطني وأعطاها الفرصة لإخراج الطاقات الكامنة بها، وهنا أعطانا كنزاري المثال بتلك الأعمال الفنية التي يجدها الداخل الى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، إضافة الى تلك اللوحة الموجودة بمقر المجلس الشعبي الوطني، التي حاز بها حكار على التتويج سنة ١٩٧١، حيث افتك المرتبة الأولى بمشاركة الكبار منهم إسياخم، كما قال عمي أحمد أن حكار لا يكن ذرة حسد أو بغض تجاه الآخرين وإنما همه الوحيد هو خدمة الفن وضمان أجيال ترفع المشعل بعدهم.
آخر معرض مشترك جمع إبنا خنشلة «لزهر حكار، وأحمد كنزاري» هو ذلك المعرض الذي كان في اطار الأسابيع الثقافية، والمنظم بقصر الشعب في ١٩٨٧ حيث نقلا ثقافتهما الأوراسية في أكثر من ١٢٠ لوحة فنية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024