يربطني مع المرحوم لزهر حكار مشوار كبير، حيث عشنا معا لمدة ١٢ سنة، كنت أدرس أنا الخط والرسم وهو كان أيضا ينشط في ميدان موهبته، بعد ذلك أخذ كل واحد منا مسلكه حيث انتقلت إلى مصر وهو بقي هنا على أرض الجزائر، عدت إلى أرض الوطن في ١٩٦٩، حيث عينت مباشرة خطاطا بجريدة «الشعب».
وعلاقتي مع لزهر متينة جدا ، كنا نعيش معا ونتقاسم الحياة بكل جوانبها، حيث عشت معه لحظات كنا نطهو ونحضر غذاءنا في المطبخ، جمعتنا لحظات الضحك الفرح والحزن، ذكريات كثيرة تربطني مع المرحوم لزهر حكار، كانت تتعدى علاقتي به كإبن عم.
الشيء الذي كان معروفا به الفقيد أنانيته، حيث إذا قرر عمل شيء ما، لا يتراجع مهما كانت الظروف، يواصل في تجسيد افكاره وقراراته ولو في أصعب الفترات أو اللحظات ومهما كانت المواقف أو العراقيل، إذا صمم على شيء جسده على أرض الواقع.
لزهر حكار موسوعة وفنان عظيم، غيور على فنه، أنانيته كانت وليدة حبه للفن، وبأسلوب طريف أكد محمد أن لزهر حرمه في عديد المرات من النوم بسبب سهره على تجسيد ورسم لوحاته، حيث كنا نقيم معا في بيت واحد نتعاون فيه على الاشغال المعروفة في كل منزل، أقولها وأعيدها أعز أيام شبابي كانت مع الفقيد لزهر حكار رحمه الله.
واعتبر الخطاط محمد فقدان الفنان التشكيلي لزهر حكار خسارة كبيرة للفن والثقافة الجزائرية خصوصا، وللوطن العربي عموما باعتباره فنان من طينة الكبار.
الخطاط محمد حكار
لزهـر.. موسوعـة، موهبة لا تعـترف بالعراقيــل
سميرة لخذاري
شوهد:677 مرة