إصـدار ''حدث الهدهد''...جذور عميقــة في عاـلم القصـة

''استطاعتـ المثقّفة  الجزائرية الشابة المقيمة بمصر ندى مهري أن تحجز مكانا لها ضمن قائمة الكتاب الذين ضمّهم ''حدث الهدهد'' للمؤلف حسن دواس.
وقد اقتحم الكتاب حديثا عالم الرفوف التي ما تزال تنتظر من يملأها بكواشف الثقافة العربية بمختلف مناطقها وبلدانها، ضمن سلسلة الإبداع العربي التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد.
''حدث الهدهد'' يتناول أنطولوجيا القصة القصيرة في الجزائر، التي حملت في جوهرها رصد لبعض ملامح الحركة القصصية هناك، إلاّ أنّها تقدّم رؤية شاملة للفن القصصي الروائي.
وتضمّ الانطولوجيا في جزء منها كتّاب القصة القصيرة المولودون قبل الاستقلال من سنة ١٨٨٩ ــ ١٩٦٢، وهو تاريخ استعادة الجزائر لحريتها، أمّا الجزء الثاني من الكتاب فيضمّ تلك الأقلام التي نشّطت في هذا النوع الادبي والفني والمولودة بعد الاستقلال، حيث تعكس مضامين القصة القصيرة الواقع الجزائري بمختلف مراحله التاريخية، خاصة وأنّ القصة الجزائرية تناولت المضمون الوطني، الاجتماعي، الوجداني، الديني، والمضمون الإنساني خلال مراحل تطور المجتمع.
وما إصدار مثل هذا المؤلف، الذي يتغلغل بعمق في عالم القصة الجزائرية ويترجم واقع وخصائص مجتمعها عن طريق التجسيد الفني، إلا دليل على وجود غيرة على الثقافة العربية عموما، وبقاء الأمل قائما لإزالة النقاب على خبايا هوية أمة تزخر بموروث لا تكفي قطرات الحبر لاحتوائه، لتبقى مثل هذه المبادرات خطوات للأمام لتحقيق تكامل عربي متجذر في ادب مختلف الدول العربية. ومن جهة أخرى، بإمكان ''حدث الهدهد'' أن يكون جسر تواصل بين أجيال متعاقبة من القصاصين، بما يضمن نفض الغبار على أسماء برزت في عالم القصة بالجزائر، ولم تستوف حقها، باستثناء أخرى لا نعرف إن حالفها الحظ  وأتت إليها الفرص، وأخرى تحدت الصعوبات لتسير خطوات إلى الأمام، وكان هدفها هو التصدي للعراقيل التي من الممكن أن تطردها من عالم الإبداع وتفشل عزيمتها في الكتابة وإعطاء الثقافة العربية عموما وجها مشرفا.