صرّحت السيدة شادية بن خلف اللّه، مديرة المتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية بقسنطينة لجريدة ''الشعب''، أن التنسيق جار بين الهيئات المختلفة لإنجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ٢٠١٥.
وقالت المسؤولة وهي مختصة في الآثار الإسلامية ومحافظة في التراث، أن المتحف الذي يتخذ من قصر أحمد باي مقرا له، باعتباره أحد المعالم الأثرية الشهيرة في مدينة الصخر العتيق سوف يكون نواة محورية في المدة التي تحتضن فيها قسنطينة هذه التظاهرة ذات البعد العربي الإسلامي.
وأكدت على أن المتحف، ورغم حداثة نشأته، استطاع خلال فترة وجيزة استقطاب كثير من الزوار الجزائريين والأجانب، وكذا البعثات الدبلوماسية المختلفة التي تزور قسنطينة، وخير دليل على ذلك الاحصائيات التي وقفت عليها جريدة ''الشعب'' وتشير إلى الإرتفاع المطرد لهذه الزيارات، حيث ستكون مؤشرا لنجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
وعن المتحف ومدى استعداده للمشاركة وإنجاح هذا الحدث، قالت السيدة بن خلف اللّه أن المتحف ورغم توفره على مقتنيات كثيرة قادرة على مواجهة التظاهرة إلا أنه دائما في حاجة إلى تحف موجودة داخل متاحف وطنية أخرى لها أكثر خبرة، مضيفة في ذات السياق، أن تحف الصناعة التقليدية التي كانت معروضة في متحف سيرتا ستحول هذه الأيام إلى قصر أحمد باي لعرضها على الجمهور.
وأوضحت أنه زيادة على ذلك، فإن المتحف تحصل على هبات من المواطنين بين سنتي ٢٠١٢ ـ ٢٠١٣، وكذلك مشتريات وصلت إلى٥٠٠ قطعة ستشكل النواة مع غيرها من المعروضات الأخرى لمشروع هذا المتحف الذي هو نظرة جزائرية جديدة لـ''السينوغرافيا''.
وكشفت السيدة بن خلف اللّه من جهة أخرى، عن التحضير لطبع كتابين جديدين بلغات ثلاث، الأول حول أحمد باي وشخصيات ديوانه ومقاوماته وعلاقاته بشيوخ القبائل والعرب، وهذا بالتنسيق مع أساتذة في التاريخ منهم الأساتذة فيلالي وبن عميرة، وأيضا كتاب آخر حول القصر وما يحتويه من مجموعات من الزخارف المعمارية كـ''الزليج والخشف ..وغيره''، مؤكدة في الأخير أن المتحف سيحتضن خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية العديد من المحاضرات واللقاءات كما دأب دائما على احتضانها منذ إنشائه.
والجدير بالذكر، أن المتحف سالف الذكر يحتضنه قصر الحاج أحمد باي، الذي يقع وسط مدينة قسنطينة وهو من أهم إنجازات أحمد باي الحضارية، حيث شيده بعد إعتلائه منصب الباي على فترتين ١٨٢٦ ـ ١٨٣٠، ١٨٣٠ ـ ١٨٣٥، ويعتبر وإلى غاية اليوم وعلى الرغم ما إعتراه من تشويهات خلال الحقبة الإستعمارية معلما معماريا يعكس روائع الفن الجزائري في الفترة العثمالنية.