الروائي بوكبة يغوص في عالم ''الجزائر قارة ثقافية'' ويؤكد:

على النخبة الاستعانة بالجوانب الايجابية لهويتنا الرامية إلى الحوار وليس القطيعة

المدية: ع.ع

فضّل  الروائي والإعلامي عبد الرزاق بوكبة استمالة مدعويه عشية أول أمس بدار الثقافة حسن الحسني عقب شرح أبعاد مؤلفه بعنوان ''نيوتن يصعد إلى التفاحة'' برميهم باقة من الورد مشبها اياهم بالنحل الذي ينتج عسلا، مؤكدا بأن روايته هذه الجديدة ستتولى تقييم نفسها بنفسها، وهي ثمرة ومعايشة للحراك الثقافي بالجزائر.

ورصد بوكبة لما ينبغي أن  يوجد من منطلق عمل فرد مقتنع بضرورة الإنصهار في المنظومة أو المجموعة الوطنية، معتبرا بأن محركه في هذا المؤلف كان ''المحبة''، وأنه لا يؤمن بالمثقف الذي ينتقد دون تقديم الرؤية على أن  الجزائر هي قارة ثقافية وحاجاتها في هذا المجال كبيرة  وكبيرة جدا وليس في الأبد فقط بل حتى فيما يخص باقي متطلبات المجتمع. قال بوكبة  في بداية حواره مع ضيوف البرنامج العلمي  لمهرجان القراءة في احتفال، أنه حان الوقت لطرح أسئلة ثقافية في ظل الرهانات الداخلية والخارجية، لكون أن الجزائر خرجت في عهد الستينات من استعمار مدمر وكانت علاقة المثقف وقتها بالجمال بسيطة وهو خارج اليوم من الإرهاب بألفاظ خطيرة، محاولا استقراء ما عاشه سكان هذه الولاية أن مواطنيها عانوا كثيرا وهم مجبرين اليوم للذهاب إلى المصالحة بالمفاهيم الأوسع  لإحتواء الواقع  والوجود والحياة والموت مع الجمال، موضحا بأنه كفاعل في هذا المجتمع مفطور على الحلم أو على الأقل بالعودة إلى السنوات الفارطة، حيث كان أبناء  جلدتنا يحصدون أكبر الجوائز.
وبلغة الواثق من نفسه، اعتبر الروائي أن ''نيوتن يصعد إلى التفاحة'' معناه كيف يتم الوصول إلى السلطة كما ينتظر المثقف، بل هو مطالب بأن يذهب إليها، ملحا بأنه بعد ٥٠ سنة من الإستقلال يجب أن نذهب إلى مثقف مبادر، ومقترح، ... ووفق المعطيات المجودة وبعيدا عن المثقف المؤسسي، أي ذلك المثقف الخاص بالمجتمع المدني، مشيرا بأن هناك معطيات تملكها لحظات الأمل في اكراهاتها وشروطها في اطار ما يسمى بالمثقف الإيجابي، مصرحا في هذا المقام بأن ما كتبه عرف النقد تارة، وقوبل بالصدر الرحب تارة أخرى وأن الذي يهمه هو ما رآه في الخمسينية بكل ايجابياتها وسلبياتها من خلال جملة  التأملات.
وبنظرة رزانة، اقترح بوكبة ضرورة ابتعاد الكيان الجزائري المخترق فقيها عن هذه القيم وهذه الفرضيات الفقهية الواردة إلينا من المشرق والتي قضت على ''الحايك والملاية والعجار''، داعيا في هذا الصدد إلى أن يوظف الجزائري عينه الخاصة به ويفتح بها الحياة، حتى نسترجع هويتنا في مجال الهندسة، وأنه حان الوقت بعد ٥٠ سنة من الإستقلال لأن تبادر النخبة والجامعة الملمة بملامح الهوية الجزائرية بالتركيز على الجوانب الإيجابية  والذهاب عبرها إلى الحوار وليس القطيعة، متسائلا عن سبب عزوف نخبنا في رصد بعدنا المتوسطي وكذا السبب الذي يمنعنا من إعادة هذه العلاقة مع البحر والصحراء وجذورنا.. مصرا بضمير الحي  بأنه حان الوقت بأن نحلم بمشهد ثقافي يمكن لنا أن نقدم من خلاله أنفسنا أمام المشارقة والغرب، قائلا وصل بنا الأمر إلى حتمية طرق أبواب قرائنا ومتلقينا إلا بعد طباعة أعمالنا عن طريق  دور نشر أجنبية، حاثا على مركزية أعمالنا.
وتحدث بوكبة عما قامت به مؤخرا تركيا من خلال فتح ٠٨ مكاتب لنشر الثقافة التركية ولترويج سياحتها واقتصادها وفرض ذاتها، ''بينما نحن في الجزائر ليس لدينا في عين ماضي أي فندق لإستقطاب أتباع التيجانية المترامية هنا وهناك. موضحا بأن ''بوكبة'' هو مع المثقف المبادر والمتفائل والحالم، على أن التفاؤل هو شرط من شروط عبور النفق المظلم، رافضا ذلك الذي يبكي على الأطلال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024