تتواصل فعاليات المهرجان الثقافي المحلي القراءة في احتفال لولاية أم البواقي، الذي يشمل العديد من النشاطات الترفيهية، ومعارض الكتاب، والندوات العلمية، حيث عرفت نهار أمس المكتبة الرئيسية للمطالعة ندوة علمية للدكتورة ''ليلى بن عائشة'' جامعة سطيف حول ''القراءة فعل حضاري لبناء الفكر الطفولي''.
تطرقت بن عايشة الى العديد من الجوانب، حيث أكدت أن المطالعة تمكّن الفرد والجماعة من التعلّم والتثقّف والإطلاع على ما تنتجه البشرية في كل ثانية من المعارف والعلوم والتقنيات، وعليه فإن العزوف عن القراءة في مجتمعاتنا عموما ولدى أطفالنا بصفة أخص يتطلب منا مجهودات كبيرة لترغيبهم في المطالعة وتحسيسهم بأهميتها.
حيث تطرقت إلى المراحل العمرية في حياة أطفالنا وما يناسبها من كتب ومجلات. كما أن الميول الطبيعية والقدرات للطفل في كل مرحلة عمرية تؤدي إلى الاستجابة والتفاعل مع لون معين من الكتب، مثلا في سنّ الثالثة يفضل الكتب أو القصص البسيطة التي تتناول الأشياء المألوفة لديه، أو الموجودة في بيئته، كما أنه يهتم بالكتب المزودة بالصور الملونة التي تشدّ اهتمامه، أما الطفل الذي تتجاوز سنه الثالثة وحتى ست سنوات، فإنه يفضل الكتب التي تحتوي على عناصر الإثارة والتشويق، ومن ست سنوات إلى تسع سنوات الكتب التي تتناول الهوايات والألعاب التي تدور حول اهتماماته وميوله الشخصية، ومن سنّ تسع سنوات إلى اثنتي عشرة سنة فيفضل القصص المملوءة بالمغامرات والكتب الفكاهية، كما أنه يحب المجلات أو الكتب التي تحتوي على الألغاز والمسابقات من أجل حلها والكشف عن أسرارها. في هذه الفترة أي ما قبل دخول المدرسة يكون الطفل وخصوصاً الذي تلقى رعاية من الأبوين كجلب المجلات أو أي وسائل أخرى لتعليم القراءة يكون الطفل قادراً على القراءة نوعاً ما ويمكن له أن يقرأ شيئاً من الكلمات البسيطة وهذا يعتمد على مدى حبه للقراءة وشغفه للتعليم.
كما تحدثت ذات المثقفة على النتائج التي وصلت إليها الباحثة النفسية ''دولا ريزدركين'' حول أهمية القراءة بالنسبة للأطفال، وذلك بعد بحث استغرق أكثر من خمس سنوات على أكثر من ٣٠٠ طفل، وخلاصة البحث أن الأطفال الذين عوّدهم آباؤهم منذ البداية على القراءة يسبقون سنهم الدراسي بحوالي سنتين ونصف، كما أنهم يتفوقون في عملية تحصيلهم واستيعابهم للدروس.
وفي الأخير قالت ليلى، إن الأبحاث العلمية الحديثة تحث على القراءة للأطفال بصوت عال لكونها ذات تأثير مباشر وقوي على تنمية مدارك عقول الأطفال وانطلاقهم نحو حب التعلم والدراسة، كما أنها تغرس فيهم عادة التعاون والمشاركة، بالإضافة إلى إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين، مما يعزّز الشعور بالترابط والدفء العائلي، كما يضفي بكثير من مشاعر الحب والأمان على الأطفال، ويشعرهم بأنهم محبوبون من عائلاتهم، وينصح الخبراء والباحثون بضرورة قيام كل من الأب والأم بتخصيص بعض الوقت للقراءة بصوت مرتفع لأطفالهم.
وتعرف اليوم المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محاضرة حول أدب الطفل بين التأليف والتلقي تجارب وشهادات (تجربة الأديب / عز الدين جلاوجي)