- إيه'' :طبنة .'' و لكن- !

نورالدين لعراجي

ياه.. معذرة ياأنا. لقد أعدتني إلى سنوات لن تتكرر مهما بلغ بنا المراد والأمر. هي ''بريكة'' من احتضنتك صبيا وبين أطرافها كانت العيون الغجرية تراقبك منذ النشأة الثانية. لم يكن بوسعك أن تسرق منها اللغة، ولم يكن لديها الرغبة في سرقة عقود عشقك. فالحب كان لديك يختلف تماما عن مقاهيم الآخرين ممن سولت لهم أنفسهم الإيقاع بك. كنت تقبل الفرحة تضمها إلى صدرك. وترسم في ذاكرتك صورة ''طبنة'' هكذا تفضل أن تنطقها بين سطور قصائدك المفعمة بالوطيس وشبق الكتابة، أليست الكتابة فيها بعثا جديدا.
حين اختفيت زمنا، كانت الرسائل التي تصل ''طبنة'' إلى الحبيبات قد أثارت فتنة بين العروش، والأخريات الباقيات قد شممن رحيق ما بين السطور، حتى قطعن ثيابهن، وقلن حاشا أن يختزل الحمام انتظارنا، ونحن من ظننا أنه لا مبدل لعهده بنا، ما دامت طبنة شاهدة على عهدنا به، وأننا لم نخنه لا في الغيب ولا في الحلم.
كيف بك تنسى هُيامَهِن يا مشاغب بين اشواط العشق، ويا هاربا من عيون العشيرة، ويا دما سيتوزّع بينهن وهن يغتسلن لك في ''حمام المزابي'' وحديثهن عن خرجاتك، ضاربا الأعراف والأحكام ضرب السير في الظلماء، مدينة تأبى أن تسحب من تحت بساطك شهادة اعتراف بأنك مغامر حد الجنون. هو لطف التربة الحاضنة للشيح، والعرعار، و شقاء الديس، وصفاء الحلفاء. و مرارى الدفلى، ووفاء الأقحوان الـ-رـح-ي-ل. أوقد فيك وميض البحث عن سيف يقطع كل ما يعكر مزاجك، وتربة طبنة لم تعد الحلم الآن، بعدما كانت المهد الذي ميزك عن الآخرين ، تتأثر و بشدة خارقة، وسلطان الحنين لا يفارق مخيلتك، وكأني بك تجرّعتَ علقما شديد المرارة، بل أمرّ من رحيل روح إلى بارئها. وها هي دموعك فرادى، ومثنى  وثلاث، مدوية صمت الجفون. تعلن في حضرتك رمضاءً قاتلة حارقة خارقة. وأنت على هودج الجرح كانت ''سلمى'' النائمة في أشيائك إلى الأبد، تبعث منك إنسانا حديثا. لا يشبهك إلى حد الشك!

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024