السهرتان السابعة والثامنة من عمر ليالي مهرجان جميلة العربي في طبعته التاسعة، كانتا متميزتين فعلا، سواء من حيث الجمهور الغفير الذي حضرهما على غير العادة في هذه الليالي الباردة طبيعيا، أو من حيث نوعية الفنانين الذين أحيوا هاتين الليلتين.
كانت السهرة السابعة عراقية بامتياز، وكان بطلها القيصر الفنان العراقي المحبوب جزائريا وعربيا، كاظم الساهر، الذي كان نجما حقيقيا في المهرجان، رغم سبق مشاركته فيه عدة مرات، إلاّ أنّ جمهوره في الجزائر ما فتئ يتزايد، فقد أحيا واحدة من أحسن حفلاته بالجزائر، بمجموعة من أغانيه العاطفية الجميلة بالكلمات والأداء، على غرار "زيديني عشقا زيديني" و"إنّي خيّرتك فاختاري" وقصائد أخرى خالدة، كما لم يفوّت هذه الفرصة ليؤدي بشكل مطول إحدى روائع الراحلة وردة الجزائرية، وهي أغنية عيد الكرامة ذات الطابع الوطني بشكل جميل، وتجاوب معها الجمهور الغفير.
وكان الفنان قد صرّح أنه اشتاق للجزائر والجزائريين كثيرا، هذه العبارة التي نطقها باللهجة الجزائرية، وهو الذي سبق له أن زار سطيف وقسنطينة عدة مرات، معبّرا عن إعجابه الكبير بالجمهور الجزائري الذواق للفن الأصيل، والخير والأمان لبلده الثاني.
كما عرفت السهرة السابعة مشاركة مجموعة من الفنانين الجزائريين، أدّوا أغاني الراي والنوع السطايفي، على غرار عبد القادر الخالدي، بن زينة، ماسي وصالح العلمي.
أما السهرة الثامنة، فقد كانت جزائرية مائة بالمائة، وشملت نوعي الراي والسطايفي بمشاركة مجموعة من فناني هذين الطابعين المحبوبين لدى شريحة كبيرة من الجزائريين، فقد استهل السهرة الفنان معطي الحاج، الذي يؤدي اللون الوهراني بتراثه الزاخر، وبأغاني الراحل أحمد وهبي، وقد أدى أغاني له، مثل "فات اللّي فات" و"وهران رحت خسارة"، وهي أغاني لاقت تجاوبا كبيرا من الجمهور، علما أنّ الفنان يشارك لثالث مرة في مهرجان جميلة العربي.
وفي الأغنية السطايفية، كان الدور في هذه السهرة للفنانة بريزة السطايفية، التي أمتعت جمهورها بمجموعة من أغانيها السطايفية المعروفة والمحبوبة، مثل "لالي يما لالي"، و"لسمر يا زين"، و"هنا خير من لهيه" وغيرها.
وعاد الجمهور للاستمتاع بأغاني الراي، حيث أدى كل من الشاب خلاص والشاب خالد مجموعة من هذه الأغاني، والتي لاقت تجاوبا كبيرا من الحاضرين من خلال الرقص المستمر على أنغام الراي.
سهرتان بجمهور على غير العادة مع برودة جو جميلة
الفن العراقي، الراي والسطايفي في ليلتين متميزتين
سطيف: مراسلنــا: نـور الدين بوطغان
شوهد:902 مرة