- اللّعْنَـةُ - !!

بقلـم: نورالدين لعراجي

حين التقيتُها بعد غياب دام أكثر من سنة، كانت صدفة المكان قد  أذنت لك كي تكتشف أن ما كانت تخفيه كان عظيما. وما عودة النوارس على وقع هذا اللقاء، سوى إشارة بموسم جديد قد حلّ للتو.
لأول مرة تقف عاجزا، ومحتارا أمام هذا الرجوع، وكل التبريرات التي قد تُسمعك إياها، هي طعنات قاتلة مع سبق الإصرار والترصد،حتى دندنات تلك الأغنية ''يقولون لها الممرضة، تداوي المرضى''... والبقية لا تحب، بل لا تُفضّل حتى نطقها.فهي تؤلمك أكثر من كل الطعنات.
لم تشعر بأوصالك و هي تهتزّ كأنها زنبقة، كسّرت عودها العاصفة، ولم تنتبه حتى إلى الطريق الذي كدت تسقط ضحية بين جنباته، أمام سرعة سيارة الإطفاء التي تجاوزت هذا الطابور من المركبات، وأطلقت صفارة إنذارها للريح.
لقد كاد هروبك من الحلم أن يسقطك من دفتر الأيام لولا ستر الله، و ما الجهة الآمنة المقابلة التي تخيلتها ؟طبعا- ما هي سوى وهما شقيا، قد يعكر صفو سريرتك.
قالت لك الأخرى في وقار، وهي تهمّ بالصعود إلى الحافلة: عد إلى عقلك.
يا هذا. ليس هناك شيء أحلى من مواجهة البلوى!!
لا تغرق بعيدا، فغدنا سعيدـ وسنكون الأسعدُ.
-انحنيت أمام هول الصدمة، فجثيت برهة، أعدت أنفاسك المتقطعة، كريح صرصر عاتية، صراخ المارة والطلبة القابعون أمام الموقف الجامعي، يحد ثونك بعيونهم وفي أفواههم. الأسئلة الشاردة، وما التمتمات المبهمة التي تراءت لك، قد تغنيك عن كل الكلام.
ياه.. ياه
حمدا لك يار رب!
جميل ورائع، بل استثنائي ذلك اليوم الذي كان فيه اللقاء دون سابق وعد، ولا حتى مقدمة. كان الصباح. ما أحلاه.
- أما زلت تذكر؟
- لا أظنّ
- بلى
لكن ما عساها الأقدار التي خبأت كل هذا المنأى ، تعيد مرة أخرى النبش في أشيائك التي صارت دفترا محملا، بل مثقلا بالأعباء، يعاودك الحنين إليه كلما مرت الذكرى وفقط، وأنت تعيد المغنى الذي حفظته'' :كان صرحا من خيال فهوا''، حتى صار الألم جزءا لا ينفصل عنك، فما أصاب الإنسان الأول قد حلّ بك.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024