نجاح البحث بالانقطاع الكلي واعتزال الناس
نظم مخبر النقد و مصطلحاته، ندوة علمية، موجهة لطلبة الدكتوراه بكلية الآداب و اللغات، استضاف فيها الأستاذ الدكتور الطيب بودربالة، من جامعة باتنة، بحضور عدد كبير من أساتذة قسم اللغة و الأدب العربي، و كذا طلبة الدكتوراه.
الجلسة الأولى من الندوة ترأسها الأستاذ عبد الحميد هيمة، تم فيها الاستماع لكلمات ترحيبية من مدير المخبر الأستاذ العيد جلولي، ثم رئيس القسم الدكتور بلخير شنين، أشادا فيها بصفات الرجل و بمكانته العلمية و دوره في خدمة، و تطوير البحث العلمي، في الجامعة الجزائرية عامة و جامعة ورقلة خاصة.
يعتبر الطيب بودربالة أحد القامات الأدبية في الجزائر أستاذا وأكاديميا ومشرفا ومنظرا، يملك رصيدا وفيضا من الدراسات والتجارب ذات الصلة بحقل الأدب والنقد، وقد كان من الطلبة الذين أحدثوا طفرة في البحث بجامعة السوربون بفرنسا أثناء مناقشته لرسالة الدكتوراة التي اعتبرتها الهيئة المشرفة أكبر أطروحة من حيث الزخم المعرفي والعلمي الذي تناوله الطالب آنذاك، ورغم هذا العمر الطويل من الإنتاج والتدريس والإشراف مازال الطيب بودربالة يجد كما عرفه الكثير ممن رافقوه وتتلمذو على يده ودرسوا عنده بجامعة باتنة .
كما يعتبر الرجل من الأساتذة الأوائل الذين أسهموا في انطلاقة القسم و الكلية، وقد حضي بتكريم من قبل مخبر النقد و مصطلحاته و بقية المخابر التابعة للقسم و كذا من قبل طلبة الدكتوراه في تخصصي النقد الأدبي الحديث في الجزائر و النقد الأدبي و الدراسات الثقافية.
انطلقت أشغال الندوة بمداخلة مطولة من الطيب بودربالة استعرض فيها مختلف إشكالات المناهج النقدية و أهم قضايا المنهج كما تحدث بإسهاب عن تجربته في البحث خاصة عند إعداده لأطروحة دكتوراه الدولة التي أنجزها في جامعة السوربون بباريس، عام 1998 في تخصص الأدب المقارن و التي تجاوز عدد صفحاتها الألف و مأتي صفحة (1200).
تداول على المنصة نخبة من أساتذة القسم في مداخلات حول أهم قضايا المنهج العلمي برئاسة الأستاذ مالكية بلقاسم، من المدرسة العليا للأساتذة بورقلة، وكل من الدكاترة حسين دحو،عبدالقادر، كمال علوش، من جامعة قاصدي مرباح ورقلة، معتبرين أن الأساس للنجاح في البحث هو أن ينقطع الباحث لبحثه بشكل كلي، و يعتكف و ينعزل عن الناس بحيث لا يشغله إلا البحث. أما الفترة المسائية فخصصت لمداخلات الطلبة، حيث تداول على المنصة نخبة من طلبة الدكتوراه تخصص النقد الأدبي و الدراسات الثقافية، و النقد الأدبي الحديث في الجزائر الذين قدموا بدورهم أوراقا بحثية كانت في مجملها جيدة، و عبرت عن مختلف هموم الطالب الباحث و انشغالاته اليومية مع بحثه .. و ختمت الندوة بنقاشات علمية موسعة في الفترة المسائية و تقديم بعض التوصيات للطلبة المقبلين على البحث.