تنطلق اليوم بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، فعاليات الطبعة الحادية عشرة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، التي تتواصل إلى غاية 2 ديسمبر المقبل. وتشهد هذه الطبعة تنافس 17 عرضا مسرحيا من مختلف مناطق الوطن، بإنتاجات للمسرح الوطني الجزائري و13 مسرحا جهويا وتعاونيتين مسرحيتين. وعدد من الجمعيات والتعاونيات المسرحية. كما لن تخلو هذه الطبعة من لقاءات ومحاضرات أكاديمية.
كان أول انطباع لنا حينما اطلعنا على المسرحيات المشاركة في هذه التظاهرة، هو المراهنة الكبيرة على النصوص المسرحية الكلاسيكية العالمية، على غرار نصوص شكسبير ولوركا وكامو وسوفوكليس، أو نصوص كلاسيكية محلية مثل أعمال ولد عبد الرحمن كاكي وعلولة. كما سنشهد منافسة كبيرة بين عدد من المسرحيات الجديدة التي استقطبت جمهورا غفيرا، وهو التحدي الذي يبدو أن مهرجان المسرح المحترف يرفعه هذه السنة، خاصة بعد الإشاعات التي طالته هذه الصائفة بخصوص الإبقاء عليه أو إلغائه.
أما الملاحظة الثانية فهي التنسيق مع الجامعة في تنظيم الندوات واللقاءات المرافقة للمهرجان، والتوجه إلى جمهور الباحثين والطلبة الجامعيين، وهو أمر يُحسب لمنظمي التظاهرة.
وتبدو قائمة عروض المنافسة الرسمية “مسيلة للعاب” محبّي الفن الرابع، حيث ستشهد قاعة “مصطفى كاتب” تنافس مسرحية “طرشاقة” من إنتاج المسرح الوطني الجزائري، وهي من أبرز المرشحين في هذه المنافسة بعد الرواج الكبير الذي حققته، ألفها ويخرجها أحمد رزاق، ومسرحية “لويزة” من إنتاج المسرح الجهوي لعنابة، وهي نص لبوسبير ميريمي من اقتباس وإخراج عبد الحميد قوري، “الملك أوديب” للمسرح الجهوي لبلعباس وكتب نصها توفيق الحكيم، “بولمحاين” للمسرح الجهوي لتيزي وزو كتبها نصها ويخرجها عدار محمد، “ليلة دم” وهي نص مسرحي للروائي الحبيب السايح يخرجه كريم بودشيش ومن إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة، وهي أيضا من أبرز المسرحيات المقدمة، “كارط بوسطال” للمسرح الجهوي لمعسكر، وهي نص لفتحي كافي عن “الفالوذج” للكاتب المبدع محمد بورحلة، “جلول لفهايمي” للمسرح الجهوي لبجاية، وهي نص مسرحي للراحل عبد القادر علولة من إخراج جمال عبدالي.
كما نذكر مسرحية “الغلطة” للمسرح الجهوي لوهران، كتبها سعيد فحصي ويخرجها مولاي ملياني محمد دراد، “مونالويزة” للمسرح الجهوي لباتنة من إخراج الفنانة تونس آيت علي، “ألكترا” للمسرح الجهوي لأم البواقي، لسوفوكليس وترجمها طه حسين، ومسرحية “الإسكافية” للمسرح الجهوي لسكيكدة، وهي مسرحية لفريديريك غارسيا لوكا، “شاكازولو” للمسرح الجهوي لقالمة، وهي نص لآرثر أدامون، “الإمبراطور” للمسرح الجهوي لسوق أهراس وهي اقتباس لنص “العادلون” لألبير كامو، “القراب والصالحين” للمسرح الجهوي للعلمة وهي نص مسرحي لولد عبد الرحمن كاكي، “موسوساراما” للمسرح الجهوي سعيدة، “أش كلبك مات” من إنتاج جمعية “البليري” بقسنطينة، “عطيل” من إنتاج جمعية النوارس بالبليدة وهي من أجمل ما قدّم شكسبير.
ولن تخلو هذه الطبعة من العروض خارج المنافسة، التي ستحتضنها قاعة سينما شباب “كازينو” سابقا بالجزائر الوسطى، حيث سيكون جمهور المسرح مع عرض “مؤجل إلى حين” للتعاونية الثقافية “اية ملاك للمرح والفيديو” ومن إخراج مراد خان، والعرض المسرحي “العانسات” للجمعية الثقافية “نسمات” من الشلف، مسرحية “لالة والسي” لفرقة “جميلة برود” من برج بوعريريج ، ومونولوغ “حنا هكذا” نص وأداء توفيق مزعاش، للمسرح الجهوي أم البواقي.
كما تتضمن هذه التظاهرة ندوات فكرية ونقدية تدور حول الفن الرابع، على غرار ندوة “المسرح والهجرة” يوم 24 نوفمبر بنادي “امحمد بن قطاف” بالمسرح الوطني الجزائري، و«ندوة الإخراج المسرحي” يوم 27 نوفمبر بذات المكان، والتي ستتطرق إلى “سلطة المخرج في المسرح الجزائري”، أما الندوة الثالثة فتأتي بالتعاون مع كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية، جامعة الجزائر 2، وذلك يوم الثلاثاء 29 نوفمبر، تحت عنوان “المسرح الجزائري والنقد الجامعي” وتحتضنها كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية، ببن عكنون، وسيتطرق المشاركون إلى “الأساليب الإخراجية في المسرح الجزائري وعلاقتها باتجاهات المسرح العالمي”، ومجموعة من المحاور على غرار “واقع النقد المسرحي بالجزائر: الأدوار والمنجزات”، “استفادة المسرح الجزائري من النقد الأكاديمي”، و«تجربة المسرح الجامعي في الجزائر”.