هي خمسة نصوص مسرحية لكتاب هواة، استقطبت اهتمام لجنة التحكيم وتم اختيارها لتشكل محور أول ورشة للكتابة المسرحية، التي احتضنها لأول مرة المسرح الوطني الجزائري، محي الدين بشطارزي وأشرف عليها فنيا المخرج المسرحي زياني شريف عياد.
أسدل عشية أمس، الستار على فعاليات “إقامة الكتابة والإبداع”، الورشة التي اختير لها شعار “كلام على الركح، بتقديم مقتطفات لكل من نص”ثالاوريث” لكاتبه فريد ياهو (موظف) ونص”ماريا” لعبد الباسط تحمامين (ماستير إخراج مسرحي)، نص “حديقة لكسمبورغ” لبشير مراد (طبيب) ونص “الموتى المحظوظون” من تأليف محمد الصالح قارف (مهندس دولة)، بمعية الكتاب أنفسهم وممثلين محترفين، أمام الجمهور، القراءة التي كللت جهود 21 يوما من عمر الورشة، أين استطاع الكتاب بتوجيه من فريق التأطير المتكون من مخرج، مؤلف، جامعي، وناقد درامي، تقويم بعض الأخطاء وتدارك بعض النقائص.
وأشار المشرف الفني على الورشة، المخرج المسرحي زياني شريف عياد، أن هذه الإقامة، جاءت وجسدت بعض سنوات من التعب والمحاولة، حيث عبر بالمناسبة عن امتنانه للقائمين على المسرح الوطني الجزائري، شاكرا لهم اهتمامهم وفتحهم المجال لمثل هذه المشاريع التي تهدف، حسب تصريحه إلى “اكتشاف وتشجيع الإبداع في الكتابة المسرحية، كون التأليف الدرامي وحده لا يكفي بل لا بد أن يرقى إلى الكتابة الركحية”.
وكشف زياني قائلا، أن المشروع يتضمن ثلاث مراحل، كانت أولها الإقامة التي اختتمت أول أمس، بعد 21 يوما من الحصص التقيمية، وطاولات مستديرة حول تجارب جزائرية للكتابة الدرامية، مستندة إلى مشاريع كاتب ياسين، رويشد، وعلولة، إلى جانب قراءات لمؤلفين متمكنين، هذا بغية إبراز الأوجه والجوانب المتعددة للكتابة الدرامية.
وشكلت المرحلة الأولى، يقول زياني، فرصة لتنظيم ورشات تكوينية لفائدة، المؤلفين الخمسة الذين تم اختيار نصوصهم، والسهر على تفجير فيهم الطاقة الإبداعية، حيث قدم المؤطرون المختصون لهم توجيهات تساعدهم على التحكم في أدوات الكتابة، التي تعتبر الأساس الأول لأي نص.
وتلي هذه المرحلة الأولى، يضيف المخرج المسرحي، قائلا”مرحلة توظيف الفضاء وإخراج النصوص ركحيا، المشروع الذي يؤول تجسيده التقني والميداني، إلى فرق تقنية ومحترفة تابعة للمسرح الوطني أو المسارح الجهوية، أو إلى جهات خاصة على غرار التعاونيات، التي بإمكانها أن تتكفل في مرحلة ثالثة بإنتاج وإخراج هذه العروض المسرحية، وتقديمها إلى الجمهور، حيث تندرج كل من الكتابة الدرامية والركحية في إطار تجربة دائمة”.
وستجسد المرحلة الأولي، خلال شهر أكتوبر القادم، فيما برمجت المرحلة الثانية لبداية السنة القادمة.
وفي سياق آخر، أشاد محمد يحياوي المدير العام للمسرح الوطني الجهوي، بالمبادرة، التي نعتها بالمشروع الهائل، الذي سمح بكسب 5 نصوص درامية واكتشاف شباب وكتاب مبدعين، الأمر الذي يعتبر إضافة قيمة للمشهد الثقافي في البلاد.
وذكر يحياوي، أن أبواب المسرح الوطني مفتوحة دائما أمام الشباب المبدعين وأمام كل المبادرات التي من شأنها تشجيع الإبداع والإنتاج المسرحي.
وللإشارة، فقد شكلت قراءة بعض المقتطفات من النصوص الخمسة والتي تنوعت بها لغة الكتابة من العربية الكلاسيكية، إلى اللهجة العامية، مرورا باللغتين الأمازيغية والفرنسية، فرصة للجمهور الحاضر لاكتشاف موهبة في الكتابة وأخرى في الإلقاء تستحقان التشجيع والتوجيه، هذا في انتظار مشاريع أخرى من نفس الطراز.