تتواصل، برواق الفنون التشكيلية، بدار الثقافة «أبي رأس الناصري» بمعسكر، فعاليات الصالون الوطني للفنون التشكيلية التي حملت في هذه الطبعة شعار: «الألوان بين التجريد والتجسيد»، وقد شارك في الصالون 59 فنانا تشكيليا منهم من قدموا من 41 ولاية عبر الوطن، كما تميز بالحضور الشرفي للفنان التشكيلي المجاهد رفيق امحمد اسياخم، الحاج أخام بلقاسم، 90 سنة، الذي انقطع عن الرسم منذ 60 سنة وعرضت لوحاته التاريخية التي تعود لفترة الاستعمار الفرنسي برواق العروض بدار الثقافة أبي رأس الناصري.
وفي حديث مع المجاهد الفنان أخام بلقاسم الذي استقطب إعجاب المئات من زوار الصالون طيلة اليومين الماضيين، وهو يعود لعالم الصورة المستوحاة من الذاكرة الانسانية والوطنية بتجسيدها بالألوان، ليحيك بريشته، شوقه إلى بيته الريفي في قرية «تابودوشت» في «أغريب» بتيزي وزو، وقد أسّر الفنان الشيخ في حديث متقطع لـ»الشعب « بسبب حالته الصحية، أنه سيهدي الجزائر» لوحة تجسد جمال وطني وطبيعة بلادي الخصبة والخلابة، وإن منعنا ضعف حالته الصحية من مواصلة الحديث الشيق معه، فقد كان في المقابل الفنان التشكيلي الشاب طه قادة من ولاية بسكرة، يرسم بورتري للفنان المجاهد، محاولة منه تخليد هذه المناسبة التي أضفى عليها أخام بلقاسم بعدا رمزيا، لخلود روح الفنان التي تتنفس الفن ولا تفوت تجسيد اللحظة وأهل الفن الذين قدموا الكثير للفن التشكيلي، بحسب الفنان طه قادة.
من جهته، الحضور النسوي للفنانات التشكيليات كان قويا بالصالون الوطني للفنون التشكيلية بمعسكر، سعت من خلاله الفنانات إلى الابداع بأنامل دقيقة، تجسد شتى المواضيع الوطنية والبيئية والاجتماعية، وإبراز قدراتهن في ظرف صعب أشارت إليه الفنانة التشكيلية، بولعباس رابحية، حين ذكرت لـ»الشعب» ان الفنانين الجزائريين يتكافلون فيما بينهم، موضحة أن الفن التشكيلي ليس سعيا إلى الثروة، لكن من المهم بحسبها، تنفيذ توصيات إقامة المعارض الخاصة لبيع اللوحات التشكيلية بغض النظر عن انتسابهم المهني الذي يقصيهم من المشاركة في الصالونات، إضافة إلى تكثيف اللقاءات الفنية وخلق تقارب بين مناطق الشمال والجنوب الجزائري في تنظيم مثل هذه التظاهرات، مع تعميم وتجديد مشاركة الفنانين التشكيليين في المعارض و الصالونات الوطنية.