تجارب تحدّت الصعوبات وحقّقت الرواج في إطار آليات الدعم
احتضنت، أمس، قاعة العروض الكبرى «أحمد باي» بقسنطينة الصالون الوطني للمؤسسة المصغرة الناشطة في المجال الثقافي تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وتنظيم وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي وبالتعاون مع وزارة الثقافة. «الشعب» تجوّلت في أروقة الصالون وتعرض تفاصيله في هذا الاستطلاع.
نظمت الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب الصالون الوطني الذي جاء تحت شعار «المؤسسة المصغرة وسيلة للتنمية والإحياء الثقافي» وتتواصل فعالياته إلى غاية الـ 7 من نوفمبر يهدف أساسا ترقية المؤسسة المصغرة الناشطة في المجال الثقافي والتي تم استحداثها في إطار جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، تثمين مساهمة هذه المؤسسات في إطار إعداد وتنفيذ برنامج تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
كما يعتبر الصالون فرصة سانحة لأصحاب المشاريع المستفيدين من الأجهزة السابقة الذكر للالتقاء وتبادل المعلومات والخبرات فيما بينهم والتعريف بمؤسساتهم وعرض منتجاتهم وخدماتهم، إضافة إلى ربط العلاقات التجارية فيما بينهم ومع مختلف المؤسسات والهيئات والمتعاملين الاقتصاديين.
الصالون الوطني الذي تشارك فيه حوالي 60 مؤسسة مصغرة، والهيئات المكلفة بتنفيذ برامج التشغيل تنظم من خلاله أنشطة لفائدة العارضين والزوار لاسيما منها زيارات يومية موجهة لطلبة المعاهد الجامعية أومحاضرات وندوات موضوعاتية حول المقاولاتية والاستثمار في مهن الثقافة.
«الشعب» وفي جولة قامت بها عبر أجنحة المعرض تواصلت والشباب المشارك بالمعرض حيث تحدثت وعدد من المستفيدين من القروض بوكالة «أونساج».
وأكد الحرفي «حلاج جمال» المتخصص في الزخرفة على الرخام، مستفيد من دعم «أونساج» سنة 2014 بولاية سكيكدة، صعوبة تحقيق حلمه في تطوير حرفته، إلا أن الدعم ساعده رغم نقص المرافقة في خلق سوق يوفر لهم العمل والمنافسة، لم يتمكن من تسديد الديون المترتبة عن القرض وهو المشكل الذي يعاني منه كل المستفيدين.
«حلاج جمال» الذي تبدع أنامله في تصميم أروع التحف والرسومات العصرية والإسلامية على الرخام قال إنه لو يتمكن من الحصول على محل قار لمزاولة حرفته ستكون له الفرصة في تكوين شباب آخرين ومنح فرص أخرى للعمل والقضاء على شبح البطالة لعدد من الشبان الحاصلين على شهادات حرفية في نفس التخصص.
ليس بعيدا عن حرفة الصناعة على الرخام وخلال جولتنا عبر جناح العروض تصادفنا بتشكيلات خشبية تحفة في التصميم، تقنية عالية في الإنجاز من تصميم الحرفي «رزيق وليد» من ولاية عنابة والمتخصص في تحويل الخشب إلى قطع قمة في الجودة.
تحدث لنا الحرفي عن قصة ملفه مع «أونساج» التي بدأت سنة 2002، أين عانى لمدة 10 سنوات وهو في انتظار تحقيق حلمه في الانتهاء من القرض الذي يمكنه من شراء الآلة، الحلم الذي سيحقق بها تحفه الخشبية. لكن تعليمات رئيس الجمهورية سنة 2012 حول تسهيل اجراءات الاستفادة من آليات الدعم والمرافقة غيّرت الأمر.
اليوم يطمح الحرفي بعنابة بعد أن فتح ورشة عن طريق كراء محل يوظف فيه حوالي 18 عاملا في إكمال حلمه في توسيع مشروعه ويصبح يصدر المنتوج الجزائري للخارج ويساهم في التقليل من حدة البطالة.