تجوّلت بكتاباتها بين العديد من الأوطان ..تمارس هوية الكتابة في الفنون الأدبية كالشعر والقصة .. تجيد الحديث والكتابة، بلغات عدة من الفرنسية والانجليزية والاسبانية والألمانية ...يجتمع حولها الكثير من المهتمين بعالمي الساحة والثقافة ..حاولت دوما أن تمنح الجزائر القدر الوفير، كاتبةتربطها علاقة جيدة مع أصدقاء من مختلف بقاع العالم، أبدعت لتبرز الجانب الجمالي للجزائر في أعمال مشتركة مع كتاب أجانب، ابنة مدينة قالمة الأستاذة والمرشدة السياحية “نصيرة نزار” جوهرة تخط أناملها وتبدع، فكان عملها الأخير رواية “أهل الغرباء” ضمن الكتب المستفيدة من دعم الإبداع في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، “الشعب” التقت معها وسجلت هذا الحوار.
«الشعب”: لنبدأ من اللّغة، لماذا اخترت الكتابة الأدبية باللغة الانجليزية؟
نصيرة نزار : صحيح معظم كتاباتي طغت عليها اللغة الانجليزية نظرا للحب الكبير الذي يجمعني بها، ففي هذه اللغة أجد ضالتي، أرى فيها ذلك الجسر الذي يسمح بعبور ثقافتي إلى نقاط بعيدة من هذا العالم وعملي سواء كأستاذة لغة انجليزية أو مرشدة سياحية قربني منها أكثر.
لديك عمل مشترك مع الكاتب الأمريكي روب ماك برايد، لماذا الضفة الأخرى تحديدا؟
“الأهل الغرباء” هو عمل مهدى إلى كل من يؤمن بإمكانية اللاممكن، في درب الحياة هناك من يصادف عراقيل ومصاعب تنجم عن الفروقات الاجتماعية، الثقافية والدينية حتى يصبح الأشخاص يحسّون أنفسهم غرباء، لكن عندما يكون الحب قوي فكل الفروقات تضمحل وتتلاشى لتكون رابطا قويا يجمع الغرباء ويجعلهم يحسون كأنهم أهل ولا شيء يفرقهم.
«الأهل الغرباء” هي رواية تحكي قصة حب بين فتاة جزائرية وشاب أمريكي، بالرغم من الاختلاف الديني الثقافي بينهما إلا أن الحب جمعهما، يريد الشاب أن يرتبط بالفتاة فيصادف بضرورة اعتناق دين الإسلام الذي يجهله وحتى وإن علم عنه شيء فهو لا يتعدى فكرة الإرهاب والتطرف، لكن بعد محادثة معمقة مع أهل الشابة الجزائرية يكتشف المعنى السامي للدين الإسلامي، لذلك يغير رأيه فيعتنق الإسلام، ليحاول بعد ذلك معرفة كل تقاليد وعادات الزواج التي يتسم بها المجتمع الجزائري، كما هناك تركيز على الجانب السياحي للبلدين الجزائر وأمريكا فينبهر الشاب بجمال الجزائر، وتنبهر الشابة بجمال نيويورك خاصة تمثال الحرية فكوصف له قالت الشابة أنها ترى في وجه تلك المرأة فخر جميلة بوحيرد، ترى فيها جمال كليوبترا، قوة إمبراطورة الصين وستيان.. مما يثير فضول الشاب ليتعرف على تلك الشخصيات.. وهناك تفاصيل وأحداث أخرى أتمنى أن تنال إعجاب القراء الكرام.
كيف جاءتك فكرة انجاز عمل مشترك مع كاتب أمريكي؟
بخصوص فكرة الكتاب فإن الكاتب الأمريكي تربطني به وبكتاب أجانب آخرين صداقة قديمة، هو من عرض علي كتابة هذا العمل المشترك كونه قرأ لي الكثير من الأشعار والحكم وأعجب بها، فقبلت عرضه ووجدتها فرصة لمزج الثقافات.
لديك كتاب سياحي بعنوان: “صور جزائرية، هل يمكن أن تحدثينا عن هذا الكتاب؟
أنا إنسانة جد مولعة بالجانب الثقافي والسياحي، وقد أسست صفحة خاصة على الفيس بوك باسم Guelma une image culturelle وهي صفحةأحاول من خلالها إبراز الجانب الثقافي
والسياحي الجزائري والعالمي، الأعضاء الموجودون على مستوى الصفحة هم أشخاص يمثلون الفئة المثقفة من جميع أنحاء الجزائر قالمة، جيجل، سطيف، تلمسان، عنابة، قسنطينة، الجزائر العاصمة، أدرار، خنشلة، البويرة... ومن أنحاء العالم التايوان، تونس، العراق، سوريا، مصر، فلسطين، الهند، المغرب، إسبانيا، روسيا، كندا، النيبال...، كما أن فكرة الكتاب مستقاة من اهتمامي وحبي لهذا المجال.
عملك كمرشدة ساعدك على اكتساب العديد من اللغات، هل أضافت لك التجربة شيئا؟
لقد درست تخصص مرشدة سياحية وعملت بوكالة السياحة والأسفار ساره فوياج لتسنح لي فرصة التعريف بتراث الجزائر العريق والثقافة الجزائرية الأصيلة. وكانت لي عدة لقاءات مع سواح أجانب الذين ذهلوا بجمال الجزائر ومقوماتها السياحية، فالجزائر بمثابة عروس ولكن العروس لا يظهر جمالها إلا بإعطائها اهتمام كبير. إذن ترقية السياحة دور الجميع وليس دور فئة معينة فقط.
ما الصعوبات التي تواجهكم في عملكم؟ وهل من اقتراحات تضعونها لتطوير مجال السياحة بالجزائر؟
من خلال تجربتي، فلا يمكن التكلم عن هذا الجانب من دون التطرق لروعة الشعب الجزائري وكرمه مع ضيوف الجزائر وهذا ما لاحظه السواح أيضا. الصعوبات تكمن في نقص المرافق السياحية، نقص الاهتمام بنظافة المحيط وهنا أشير أنها مسؤولية المواطن والدولة معا وبتضافر الجهود نستطيع إبراز الوجه الحقيقي للجزائر ومقوماتها السياحية، كذلك وجوب وضع خطط واستراتيجيات وتطبيقها في الواقع التي من شأنها خلق تحفيزات للعمل في هذا المجال وغرس الثقافة السياحية سواء على مستوى مراكز التكوين أو المدارس أو الجمعيات، وإذا استطعنا إنجاح السياحة الداخلية سيكون هناك نجاح كبير على مستوى السياحة الخارجية أيضا.
كانت لك مشاركة في فعاليات الملتقى الدولي لكاتب ياسين ما سر هذا الاهتمام وأين يكمن التجاذب؟
نعم كان لي شرف المشاركة في فعاليات المنتدى الدولي لكاتب ياسين الذي حضرته ثلة جد مثقفة من دكاترة وكتاب من الجزائر من تونس الشقيقة، من الولايات المتحدة، من فرنسا وغيرهم من الدول.
الجزائر أم الشهداء أم العظماء وكاتب ياسين هو فخر قالمة، الجزائر والعالم نظرا لأعماله القيمة التي جعلت مصباح إبداعه دائما منير حتى بعد وفاته، وكفئة مثقفة وُجب علينا إعطاء اهتمام كبير بأعمال هذه الشخصيات ومحاولة اتخاذهم كقدوة تحفزنا على بذل مجهوداتنا من أجل الإصرار على أن الجزائر مازالت قادرة على إنجاب عدد كبير من المبدعين.