يعتبر المبدع يوسف بعلوج من بين أهم الكتاب الشباب في مجال أدب الطفل محليا وعربيا، من خلال تكريس اسمه في مسابقات عديدة ونيله 4 جوائز في هذا المجال منها جائزة الشارقة، جائزة نادي الخيّام، جائزة رئيس الجمهورية وجائزة العودة. التقيناه بمناسبة حصده لهذه الأخيرة الأسبوع الماضي وكان لنا معه هذا الحوار.
- “الشعب” هذه ليست أول مرة تتوج فيها بجائزة، ماذا تضيف الجوائز للمبدع عموما وليوسف بالخصوص؟
* يوسف بعلوج :الجائزة تعطي ألقابا لصاحبها وتضعه ولو مؤقتا في دائرة الاهتمام الإعلامي. هناك عدة اعتبارات لصناعة اسم مميز في عالم الإبداع عموما والكتابة بالخصوص من بينها الحصول على جوائز، لهذا نرى حالة من التهافت على المشاركة في مسابقات، بلغت بالبعض إلى درجة الهوس حتى بالمشاركة في مسابقات مخصصة للمبتدئين والهواة، شخصيا أرى في الجوائز تعويضا عن تقدير مادي ومعنوي غائب للأسف في الجزائر، لهذا لا أتردد في المشاركة في المسابقات التي أراني قادرا على المنافسة فيها، والتي أراها هامة بالقدر الذي يضيف الفوز بها لرصيدي ككاتب، فوزي بأربع جوائز في هذا المجال يقدمني كرقم مهم في مجال الكتابة للطفل عربيا.
- كيف تقيم حضور أدب الطفل في المسابقات عربيا؟
* هو حضور ضعيف عموما، هناك عدة مسابقات لأدب الطفل عربيا، باستثنائي أنا الذي فزت بالمرتبة الأولى في جائزة الشارقة قبل عامين وهو إنجاز لم يسبقني إليه أحد، وشاركتني فيه ذاك العام الجزائرية مسعودة بايوسف التي نالت المرتبة الثالثة، وتألق الكاتب والناقد العيد جلولي في جائزة شومان قبل سنوات، فإن حضورنا قليل جدا وهو أمر متوقع نظرا لعزوف معظم الكتاب عن الكتابة في هذا المجال، وغياب إستراتيجية لدى وزارتي الثقافة والتربية لدعم المتخصصين فيه.
- فزت مؤخرا بجائزة تقديرية في مسابقة «جائزة العودة الدولية» في فلسطين، وهي مسابقة ينظمها مركز لدعم حقوق اللاجئين. المسابقة طلبت قصصا في مجال حقوق الطفل، كيف ضمّنت هذه التيمة في عملك الفائز؟
* اهتمامي بأدب الطفل يصاحبه هاجس شخصي متعلق بحقوقه، الأمر ليس عبثيا أبدا، فأنا عشت طفولتي في وضع متأزم اجتماعيا وأمنيا، وتولد عن الأمر رغبة لاحقة في النضال في هذا المجال. مؤخرا التقيت بالصديقة صفا لكناوي، وهي متخصصة في شؤون اللاجئين وعملت مع اليونيسيف، ونقلت لها رغبتي في الانضمام إلى فريق العمل في الجزائر. قصتي «خاتم ناني السحري» تتناول قضايا الأطفال في مناطق النزاع، وكيف أن أحلامهم لا تتجاوز سقف العيش بسلام، وهو حق بسيط جدا في ميزان سلم حقوق الإنسان.
- يبدو أنك تكرس جزءا من عملك الإبداعي كوسيلة للنضال من أجل حقوق الطفل، هل تؤمن بضرورة أن يحمل الأدب رسالة؟
* هذا سؤال جدلي كبير، بالنسبة لي ليس بالضرورة أن يحمل الأدب رسالة، لكن في مجال أدب الطفل على الأقل هناك مسؤولية كبيرة في الكتابة نظرا لحساسية هذه الفئة العمرية. الكتابة للكبار قاموسها اللفظي أوسع، ومواضيعها لا تحدد بمحاذير موضوعاتية، عكس الكتابة للطفل التي تحمل معايير خاصة كثيرا ما تنتهك عندنا.
- سبق وقلت إنك ترغب في العمل في مجال حقوق الطفل، هل هذا طموح مرتبط بالكتابة أم أن طموحاتك في الكتابة أوسع؟
* كثيرا ما كنت أحدث نفسي بالقول: إن أعظم شيء يمكن أن تصل إليه في مسيرتك كمبدع هو أن تقدم خدمة للإنسانية. أن تكون شخصية عامة وتتمتع ببعض من الشهرة وتكرس بعضا من وقتك وتوجه بعض طاقتك لعمل إنساني فهذا أمر لا يضاهى، أحاول قبول كل عروض التطوع التي تصلني، وطموحي أن أشارك دوريا في عمل إنساني وبشكل خاص لفائدة الأطفال في مناطق النزاع.