عرف المسرح الجهوي بتيزي وزو، نهار أمس، العرض العام لمسرحية «التحدي» للمسرح الجهوي أم البواقي، مقتبسة عن مسرحية «حالة حصار» لألبير كامي، للمشاركة في الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الجزائر في الفترة من 24 أفريل الى 02 ماي، بمشاركة مجموعة من الممثلين، كنزة بوساحة، فرياك أمينة، إيناس بوسعيد، عنتر زايدي، رمزي عاشور، وقام بإخراج العمل بوحايك عبد الحميد، موسيقى خمري عبد الكريم، كوريغرافيا بروال رياض، سينوغرافيا مراد بوشعير.
تسرد المسرحية وقائع مدينة محاصرة بوباء الطاعون الذي يسلط الفقر والجوع على سكان المدينة، فتسلب قوتهم ويصبح الطاعون مسيطرا على كل المدينة وعندما تقهر إرادة وعزيمة الإنسان الذي يملك طبيعة بشرية تغلبها النفس، فيمتحن إرادته محاولا التخلص منها دون رجعة، لكن هناك من يكسر جميع الحواجز والعراقيل لسبب واحد هو إيمانه بنفسه.
والمشاهد للعرض المسرحي يكتشف العديد من الصور الجمالية، للعرض من ناحية أداء الممثلين، والسينوغرافيا التي جسّدت مدينة محاصرة بالطاعون والتي أبدع فيها الفنان مراد بوشعير، من خلال الملابس التي تبرز نفسية الممثلين المقهورة، ومن ناحية الموسيقى التي كانت في مستوى العرض وعلى هذا فتجربة المخرج بوحايك عبد الحميد تستحق الانتباه والقراءة خاصة وأن ما قدّمه طوال تجربته الإخراجية يدل على أنه بصدد تشكيل وبلورة مشروع فني وفق الدائرة التأويلية عند المتلقي خاصة في طبيعة مقاربته للصورة المسرحية ورغبته الدائمة في التجريب على أنساق درامية مختلفة.
ويقول الممثل عنتر زايدي الذي يؤدي دور الطاعون: «بعد الورشات التكوينة في مجالات المسرح المتعددة التمثيل والإخراج، والكتابة المسرحية المنظمة من طرف المسرح الجهوي استطعنا أن نعرف مبادئ التمثيل المسرحي، وبفضل هذه التربصات كانت لي الفرصة وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية منها مسرحية «افتراض ما حدث فعلا « والتي تحصلت على جائزة أحسن عمل متكامل في مهرجان المسرح المحترف 2012، لكن هذه المرة عملنا على نص فلسفي لألبير كامي المعروف بالعبث والجنون، هذا النص الذي حرك بداخلي العديد من العواطف الجيّاشة التي جعلت مني ممثلا قويا على خشبة المسرح.
