أسدل الستار على فعاليات الصالون الوطني للباس والعرس التقليديين في طبعته الثالثة، نهاية الأسبوع المنصرم، بدار الثقافة للقليعة وسط أجواء إحتفالية مميزة بقاعة العروض تمّ خلالها تقديم شهادات المشاركة للجمعيات المدعوة التي أكّدت جميعها لـ»الشعب» على عزمها العودة في طبعة العام القادم بتعداد وقوة أكبر للتأكيد على عمق التقاليد الشعبية التي تزخر بها مختلف مناطق الجزائر العميقة.
وفي تقييمه الأولي لفعاليات الطبعة الثالثة، قال مدير دار الثقافة «الدكتور أحمد عروة» السيّد «بوجمعة بن عميروش» بأنّها كانت أحسن بكثير من الطبعة الثانية المنظمة العام المنصرم، سواء تعلّق الأمر بجانب التنظيم أو تجاوب الجمهور الذوّاق، أو حتى تناغم مختلف المصالح العمومية التي سهرت على نجاح الطبعة، كمصالح الأمن والحماية المدنية والسلطات المحلية، غير أنّ المفاجأة التي أطلقها مدير دار الثقافة تكمن في التفكير للتأسيس لمسابقة أحسن لباس وأحسن عرس للطبعة القادمة، بالنظر إلى كون التظاهرة ألفها الجمهور القليعي الذواق إلى حدّ لا يمكن تجاوز تنظيمها أو التفريط فيه، بالرغم من ارتفاع تكاليفه المالية من حيث الإطعام والإقامة، ومن ثمّ فقد لمّح مدير الثقافة إلى طلب تمويل إضافي من الوصاية يتماشى وطبيعة التظاهرة.
وفيما يتعلق بنظرة ممثلي الجمعيات المشاركة للطبعة، فقد أشار أحد ممثلي جمعية «أبناء الأخوين» لولاية تلمسان على أنّ ذات الجمعية ستتنقل الى القليعة في الطبعة القادمة بحافلتين بدلا من حافلة واحدة لتمكين أكبر عدد من فناني الولاية من ترك بصماتهم واضحة على الصالون الذي يعتبر - حسبه - حدثا هاما لا يمكن تجاهله، كما أشارت السيّدة «زيار خداوج» رئيسة جمعية «دارنا» بتيبازة والتي كان لها الفضل الأكبر في انجاح التظاهرة الى أنّ طبعة هذه السنة كانت فعلا الأحسن مقارنة مع طبعة العام المنصرم بالرغم من إختصار العديد من الفقرات التي كانت مبرمجة من ذي قبل وماهو آت خلال الطبعات القادمة سيكون كفيلا بالكشف عن عمق التقاليد الشعبية المتوارثة عن الأجداد بمختلف ربوع الجزائر، كما قال ممثل عن جمعية «ثيويزي» من تيزي وزو «سامي إيشير» الى أنّ العرس الذي قدمته الجمعية خلال التظاهرة أخذ في الحسبان العديد من التقاليد والعادات التي تزخر بها منطقة القبائل من حيث اللباس والعروض الفنية والاجراءات التنظيمية، إلا أنّ النقطة السوداء التي سجّلها الحضور تكمن في التخلي عن تقديم المأكولات الشعبية للجمهور العريض وهي المأكولات التي تتميّز بها منطقة القبائل بامتياز ويرتقب بأن يستدرك الأمر خلال الطبعات القادمة، ولم تختلف ممثلة جمعية «الأبرار» من الجلفة «عبير بوعكاز» عن هؤلاء جميعا في إشارتها الى أنّ طبعة هذه السنة كانت فعلا رائعة وترتبط بهذه الروعة مشاركة ممثلي الثقافة النايلية التي تمثّل أكبر عرش بإفريقيا والذي ينتشر بولايات الجلفة والمسيلة وتيسمسيلت وتيارت.