حرصت مجمل الوفود المشاركة في فعاليات الصالون الوطني للباس والعرس التقليديين بالقليعة، منذ أول أمس على إعطاء عناية خاصة للباس والأكلات الشعبية المتداولة خلال الأفراح، وكذا وسائل الدعم الأخرى التي تميّز الحدث عن باقي المواعيد الأخرى. «الشعب» زارت الصالون، وتنقل وقائعه بالتفصيل.
صنعت العمارية التلمسانية الحدث خلال حفل الافتتاح، وكذا خلال العرس التلمساني الذي أقامته جمعية أبناء الأخوين من الغزوات، خلال اليوم الأول من الصالون، وهي «عمارية» يقول عنها رئيس الجمعية «طباطي سيدي محمد» بأنّها مستوحاة من التراث الجزائري الثري، واعتمدت كوسيلة لنقل العروس بالعديد من مناطق الجزائر، قبل أن يلجأ إخواننا المغاربة إلى تقليدها وترقيتها لاحقا، مشيرا إلى إلا أنّ منطقة تلمسان بالغرب الجزائري لا تزال هي الأخرى تعتبرها جزءا لا يتجزّأ من التراث الشعبي الجزائري، ومن ثمّ فقد اجتهدت جمعية أبناء الأخوين في مسألة تجديد العمارية وترقيتها وصناعتها، بالشكل الذي يجلب مزيدا من الفخر والشرف للعروس، بحيث لوحظ ـ حسب المتحدث ـ بأن «العمارية» المستعملة هذه السنة أضحت أحسن حالا وشكلا من تلك التي استعملت خلال العام المنصرم.
كما أشار رئيس الجمعية أيضا إلى أن «العمارية» ليست هي كل ما يميّز العرس التلمساني، فهناك اللباس الذي يشمل الشدّة والمنسوج والمنصورية والكاراكو وغيرها، وهناك الأكلات الشعبية التي تُصنع بعناية فائقة خلال مواسم الأعراس.
من جهة أخرى لفت «البياض النعامي» الذي تلونت به أروقة وقاعات دار الثقافة بالقليعة انتباه الجمهور العريض، بالنظر إلى التزام جل أعضاء وفد ولاية النعامة من الجنسين، بارتداء الرداء الأبيض الذي يرمز للسلام، حسب ما أشارت إليه رئيسة جمعية «الوئام» «ويس فاطمة»، والتي أكدت على أن الرداء الأبيض يبقى مقدسا لدى سكان منطقة النعامة، سواء تعلق الأمر بحالات الحزن أو الفرح.
وقالت أيضا، بأنّ المرأة التي تفقد زوجها في حالات الوفاة، فإنّها تلجأ منذ الوهلة الأولى إلى ارتداء اللباس الأبيض، غير أنّ الأكلات الشعبية لمنطقة النعامة كانت حاضرة هي الأخرى على هامش التظاهرة، لاسيما الكسكس الذي لا يحضّر بغير السمن الحر المستحضر من حليب الغنم، وكذا الزريزري والمعكرة والرفيس وغيرها، مع الحرص على استعمال الأدوات التقليدية للطهي، باعتبارها تولّد نكهة طيبة وخاصة تجلب المستهلك، وغير بعيد عن التقاليد النعامية البارزة فقد انتشرت معارض البرنوس والقشابية الجلفاويين، الذين تدعما بالقهوة والشاي والكعبوش والفتات وغيرها.. غير أن أهم ما ميّز هذه الطبعة هو غياب جمعية «طيور العالية» من أم البواقي، لتمثيل العرس الشاوي الأصيل، إلا أنّ المنظمين استدركوا الأمر، وأشاروا إلى الطبوع الشاوية من خلال احتفالية عرض الأزياء التي افتتحت بها التظاهرة.
الصالون الوطني للباس والعرس التقليديين
العماريــة التلمسانية والبيـاض النعامي يجلبان اهتمام الجمهور
تيبازة: علاء . م
شوهد:2003 مرة