بعد الاستقلال خاض الفقيد معركة الصوت والصورة

وصف الممثل عبد الحق بن معروف، صاحب دور «لخضر لاندوشين» في فيلم زهرة اللوتس، الفيلم الذي أخرجه عمار العسكري مصورا فيه المشاركة الجزائرية في الحرب الهند - صينية، واصفا فقيد السينما بالوطن والوطن بامتياز، بنبرة من الأسى والحزن واصل عبد الحق حديثه بأن عمار العسكري كان يؤمن بالجزائر، بحيث التحق بالثورة صغيرا وكان من الكوادر الأولى التي اعتمدت عليها الدولة الجزائرية الناشئة آنذاك، أين تلقى التكوين السينمائي في يوغسلافيا، مما مكنه من اكتساب التجربة والمهارة في الإخراج والسينما.
يضيف بن معروف بأن صاحب «أبواب الصمت» كان من الذين آمنوا بالتغيرات الاجتماعية في السبعينيات وخير دليل على ذلك فيلمه «المفيد» الهاجس الأساسي والفكرة الأساسية المتشبعة بها، من خلاله كيف نقدم تاريخا في أحسن حلة للجزائر، كان سي عمار العسكري يقدم تاريخا في أحسن حلة للجزائر.
كان مناضلا في قطاع «معركة الصوت والصورة» معركة التحرير، فهو من القلة القليلة الذين تمكنوا من تقنيات الصوت والصورة ووظفوها إلى بلدانهم وشعوبهم بطريقة جمالية سلسة، العسكري حافظ على عمق الأمة الجزائرية، هو من طينة المثقفين الذين أحبوا الجزائر، كان يؤمن أن كل الأشياء، يمكنها أن تباع وتشترى، ماعدا التربة والوطن فهما خط أحمر لا مساومة فيه، واصفا إياه بذلك الإنسان الذي كان يسارع الوقت، كان يسير الوقت، يجول ربوع الوطن وحتى في الخارج، كان ذلك الفنان المناضل لا يبخل بعطائه، يساعد الفقير والطالب والطفل والعجوز بدون برتوكولات، كأنه زاهد في الحياة، يحضر كل المناسبات التي يدعى إليها في قرية أو مدينة أو حتى في قرية بعيدة، يلبي الدعوة فيقدم مداخلته، فهو لا يؤمن بالفضاءات الكبيرة كانت أو صغيرة لأنه بسيط وأحب البساطة في الجزائر العميقة.
اعتبر الممثل بن معروف شخصية عمار العسكري بالشخصية الكبيرة بداية من مشاركته في الثورة التحريرية إلى مسؤول على الشركة الحكومية للسينما «الكاييك»، ثم يتحدث عن الدور الذي منحه إياه في بطولة فيلم «زهرة اللوتس» وهو بذلك يقدم جهدا تاريخيا للقضايا العادلة في العالم، مثمنا الدور الذي قدمته الشعوب التي كانت تحت الاحتلال، حيث نفض عنها الغبار وذكرها في العديد من المواقف، العسكري ظاهرة استثنائية، رهيب في تاريخ الهند–صينية، مساهما في تحرير الفيتنام.
في «زهرة اللوتس» وظف التاريخ لكي يقول للعالم لسنا عديمين ولن يمسسنا العقم فكانت كل أفلامه شاهدة على عظمة هذا الرجل.