«نرجس كانديل»... الحلم الذي تحقّق على أرض الواقع

فتيحة ــ ك

سحرتها الشّموع منذ طفولتها وجعلتها تنبهر بتلك الصور التي تعكسها أنوارها المشتعلة في هدوء، أبهرتها ميزتها في التجدد الدائم في أشكال وألوان مختلفة، كل تلك الرسائل التي تحمل معانيها الشموع أسرتها وجعلتها تفكر في التركيبة البسيطة التي تصنعها سطوع أنوارها.

 التقت «الشعب» نسيمة هوام لتتعرف عن قرب على مسيرة النجاح التي بدأتها بفكرة جميلة عن الشموع حافظت عليها لسنوات طويلة.
استطاعت نسيمة هوام خريجة المدرسة العليا للتجارة ومتحصلة على ماستر في تسيير الأعمال  وصاحبة المؤسسة المصغرة  «نرجس كانديل» لصناعة الشموع العادية والتجميلية أن تحقق الحلم الذي راودها منذ صغرها، أين كانت تلعب بها بتذويبها تارة وتغيير شكلها تارة أخرى ثم وضعها داخل علب ذات أشكال مختلفة، لأنها كانت تجد فيه السعادة والأمل.
وبمجرد تخرّجها من الجامعة عملت في العديد من الشركات والبنوك، لتكتشف أن طموحها لم يكن ليبقى وراء المكتب في رتابة قاتلة، بل في تحقيق ما كانت تبحث عنه.
احتكاك نسيمة هوام مع محيط العمل جعلها تتعرف على أشخاص خاضوا تجارب ناجحة لمؤسسات مصغرة ناجحة، خاصة صديقتها التي تعرّفت عليها منذ ثلاث سنوات في الصالون الدولي للشغل، والذي كانت إحدى العارضات فيه على اعتبار أنها من المستفيدات من دعم الوكالة الوطنية لدعم الشباب «أونساج»، شجعتها على المضي قدما فيما تريد تحقيقه، ولكن تفكيرها لم يطل كثيرا، فكانت الشموع طريقها لتحقيق ذاتها وحلمها..وهكذا بدأ مشوارها كسيدة أعمال.
لم ترد نسيمة أن تكون أول خطواتها عشوائية، لذلك طلبت المساعدة من أختها نبيلة للانطلاق في مشروعها الصغير خاصة وأنها متخصصة في التجارة الدولية، فكان عليها دراسة السوق الجزائرية واحتياجاته للشموع لمدة سنة كاملة كأول خطوة تقوم بها في تحقيق مشروعها الصغير،
وهكذا تبلورت لديها فكرة صناعة الشموع لتكون إنتاجا وطنيا ينافس السلع الأجنبية الموجودة في السوق.
حضّرت نسيمة هوام  ملفا كاملا يحتوي على كل كبيرة وصغيرة عن مشروعها، وقدمته إلى الوكالة الوطنية لدعم الشباب في 2012، وبعد دراسة معمّقة له تمّ قبوله، في 2014 استفادت الأختان من الدعم وكان شراء الآلات الخاصة بهذه الصناعة من بعض الدول الأجنبية الانطلاقة الحقيقية لمشروعها، وهكذا ومنذ شهر ونصف انطلقت مؤسسة نرجس لصناعة الشموع العادية والتجميلية في إنتاج أول منتوج لها، والذي يبحث عن مكانة له في السوق الجزائرية المليئة بالسلع الأجنبية في هذا المجال.
المؤسسة «نرجس شمعة» مختصة في صناعة الشموع العادية، المعطرة  والتجميلية الخاصة بالمناسبات والأفراح، تقول نسيمة هوام عنها:
«هي مؤسسة تعمل على إرضاء زبائنها من خلال تقديم أجواء مثيرة في المناسبات والأفراح لتنال إعجاب الضيوف الحاضرين فيها، حيث تقوم بتزيين المكان الذي تقام فيه الحفلة بالشموع المختلفة التي تعطي المكان زينة أكبر وأجمل».    
وعن السر الذي يقف وراء هذا النجاح، قالت نسيمة هوام: «أعطتنا الوكالة الوطنية لدعم الشباب الفرصة لتحقيق الأحلام التي كنت أراها فيما مضى مستحيلة، خاصة وأنها تعفينا من الضرائب التي تكون غالبا حملا ثقيلا على المؤسسات الناشئة.» واستطردت قائلة: «حقيقة أن الدعم موجود ولكن لا يعني ذلك انتظار الفرصة حتى تأتينا لأننا من نصنع الفرص بأيدينا، فالعمل هو السر الحقيقي للنجاح وبدون المثابرة والتعب لم نستطيع تحقيق شيء في أي مجال من مجالات الحياة، لذلك أدعو الشباب إلى امتلاك روح المبادرة والنفس الطويل لمواصلة مشوار تحقيق الحلم أو الفكرة على أرض الواقع».
بالإضافة إلى الدعم المادي الذي قدّمته لها الوكالة الوطنية للدعم الشباب «أونساج»، أعطتها العائلة دعما معنويا كبيرا من أجل تحقيق حلمها على أرض الواقع، خاصة والديها وإخوتها، وكذا قريبتها التي استطاعت أن تطلق مؤسستها الخاصة في صناعة مواد التجميل، فمثل هذا الدعم حسب نسيمة هوام يزرع في المرء ثقة وقوة للوقوف بثبات أمام كل الصّعاب التي تقف حجر عثرة في طريقها، ولعل وجود أختها نبيلة بجانبها أعطاها أملا أكبرا في النّجاح. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024