اختتمت، أمس الأول، الطبعة الرابعة للمهرجان المغاربي للفيلم القصير بوجدة، بحصد الفيلم الجزائري “الممر” لثلاث جوائز، الفيلم لمخرجه أنيس جعاد فاز بجائزة أحسن ممثل عن الدور الذي قام به رشيد بن علال، أحسن إخراج وجائزة أحسن فيلم التي تمنحها الجامعة المغربية لنوادي السينما.
الفيلم الروائي الذي تدور وقائعه في ٢٥ دقيقة، يحكي قصة حارس مسنّ رسمت التجاعيد خرائطها على سمات وجهه يعمل في مقصورة لسكة القطار، رجل أمضى ثلاثة عقود من عمره يسهر على أمن مفترق السكك الحديدية، يعيش يوميات روتينية تزيد من غرقه في الكآبة، ينحصر بين الجدران الأربعة لغرفة قديمة تكاد تكون خاوية إلا من سرير وطاولة، الهاتف القديم المعلق على الحائط يرن من لحظة لأخرى لينبّه العامل بوجوب قيامه والإشراف على سلامة الطريق للقطار القادم.
«يقتل” الفراغ بالسجائر المشتعلة، وبألحان موسيقى الشعبي المنبعثة من جهاز الراديو الذي يؤانس وحشته.
يتلقى العامل المسن رسالة تقلب حياته رأسا على عقب، حين يكتشف قرار تسريحه من عمله؛ المحنة التي يمر بها تقربه من متشرد جعل من محطة القطار مقرا له، يتقاسمان السجائر ويمضيان وقتهما في صمت رهيب يقطعه بين الحين والآخر السؤال نفسه «كاش ما بانلك؟»، ليجيب الآخر «واش حبيت يبان؟ الظلمة»، وقد فضل المخرج اختزال الكلام والتركيز على التعابير الجسدية وملامح الوجه وهو ما وفق فيه.
يذكر، أن الفيلم شارك في عدة مهرجانات، منها مهرجان السينما الإفريقية Cordoue ومهرجان الفيلم المتوسطي بتطوان بالمغرب، كما سيكون حاضرا بمهرجان الفيلم العربي بأمستردام، لتكون آخر محطاته مهرجان السينما الإفريقية بميلان بداية شهر ماي.