تستمر فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف في طبعته التاسعة بالمسرح الجهوي بقالمة محمود تريكي بإقبال واسع من قبل الجمهور المحلي من محبي أبو الفنون، والذي يعد مهرجانا تصفويا للأعمال المنتجة من الجمعيات والتعاونيات الفنية والمسرحية الناشطة بولايات شرق ووسط شرق البلاد أيضا، حيث برهنت الأعمال المسرحية المقدمة على احترافية الممثلين على الركح من خلال تجسيد الأدوار التي تضمنتها نصوص مسرحياتهم.
وخلال هذه التظاهرة الثقافية تم تقديم عدة محاضرات، على مدار أربعة أيام في الفترة الصباحية، تدور حول محور هذه الطبعة المتمثل في “دور الجمعيات والتعاونيات في تنشيط الحركة المسرحية والجزائرية”، وذلك من طرف أساتذة ومختصين في الفن الرابع، حيث اعتبر السيد عمر فطموش مدير المسرح الجهوي ببجاية، في مداخلته بأن النشاط المسرحي من أهم الأنشطة الثقافية التي تحظى بأهمية بالغة في كل الدول المتحضرة، موضحا أن دور هذا الأخير لم يعد ترفيهياً ونشاطا ثقافيا وحسب، بل تجاوزه إلى دور سياسي واجتماعي مؤثر.
وأضاف يقول:«للمسرح أهميته الفائقة في تنوير الواقع الاجتماعي الراكد”، مؤكدا بأنه يمنح المتعة والوعي الاجتماعي والسياسي، كما أن له دور كبير في بث وترسيخ الوعي العام والتركيز على المسائل الاقتصادية والاجتماعية وعلى هموم ومعاناة أبناء الشعب.
كما تناول الباحث الدكتور مخلوف بوكروح ما جاء في كتابه الموسوم بـ«التلقي في الثقافة والإعلام” إشكالية التلقي في مجالي الثقافة والإعلام، من خلال تسليطه الضوء على هذه الظاهرة وتقديم تحليل لها، حيث يشير بوكروح، إلى أن نظرية التلقي ارتبطت منذ بدايتها بالظروف السياسية والاقتصادية والثقافية السائدة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وهي ذات الظروف التي ساعدت على بروز تيارات فلسفية وفكرية ساهمت في بلورة أسس هذه النظرية.
من جهة أخرى وإلى جانب العروض المسرحية التي تدخل المنافسة والمحاضرات المقدمة بالمسرح الجهوي محمود تريكي، تم تقديم عروض تنشيطية لفائدة الجمهور العريض بالساحات والأماكن العمومية والأحياء الشعبية بمدينة قالمة على غرار ساحة “8 ماي1945″ وساحة “الشهداء” و«الأمير عبد القادر” وحي “الإخوة رحابي” وشارع “سويداني بوجمعة” بعروض لفرقة الأقدام الخشبية الطويلة، فرقة بسكرة فنون، تعاونية أفكار وفنون العلمة بسطيف.
كما تستمر العروض اليوم ببلدية مجاز عمار بعرض مسرحية “المزبلة الفاضلة” لتعاونية مسرح التاج برج بوعريريج.
