سيد عـلي كـــويرات خسارة السينمـا

أيقونــة الفــن السابــع تنطفــــئ

هدى بوعطيح

يلقي الحزن بضلاله على الساحة الفنية مرة أخرى، برحيل واحد من عمالقة الفن الجزائري، وأيقونة السينما الفنان الكبير والقدير سيد علي كويرات، والذي رحل ليترك عشاقه ومحبيه يبكونه، ويستحضرون فقط صوره وأعماله التي أثرى بها الفن السابع، بعد أن وهب حياته في سبيل خدمة الفن الجزائري.
«علي موت واقف” يموت على فراش المرض، بعد صراع مرير معه، ليرحل وفي صمت صاحب العطاء الكبير الذي دخل قلوب الجزائريين، والفنان الذي عرف فيه الناس التواضع والطيبة في حياته اليومية، والجدية والصرامة في حياته المهنية، وهي الميزات التي خلقت اسما فنيا من طينة الكبار، فلا يعقل أن يعتلي اسم سيد علي كويرات أحد الأعمال السينمائية دون أن يكون للفيلم صدى وحضورا جماهيريا مكثفا.
مسيرة ناهزت الـ60 سنة من العطاء الفني في عالم المسرح والسينما والتلفزيون، بدأها كويرات مع عمالقة الفن الجزائري أمثال محي الدين بشطارزي مصطفى كاتب ، ليقدم سنة 1963 إلى جانب مصطفى بديع أول فيلم له، مقتبس من مسرحية “أبناء القصبة”، لتتوالى مسيرته الفنية ويبرز في “وقائع سنوات الجمر”، “هروب حسان طيرو”، “الضحايا” ومسلسل “اللاعب” إلى جانب الفنان القدير محمد عجايمي، فضلا عن العديد من الأعمال الفنية، حيث ستحتفظ السينما الجزائرية بجميل هذا الفنان الذي لم يتوان قبل أي شيء في تلبية نداء الوطن، بعد أن استغل السينما كسلاح في وجه الاستعمار الفرنسي وكانت أعماله بمثابة الرصاص القاتل له، حين انتسب إلى فرقة جبهة التحرير الوطني وعرف بالثورة التحريرية الكبرى في العالم، وخير أفلامه الشاهدة على ذلك “والأفيون العصا” الذي يحكي عن النضال الجزائري.  
مات سيدعلي كويرات لكنه سيبقى حيا في ذاكرة من عايشوه وأحبوه، سيبقى عشاق السينما يتذكرون طلة الفنان الذي أبدع في أداء مختلف الأدوار، وستظل أعماله تنير قاعات السينما الجزائرية، التي فقدت قامة من قاماتها دون منازع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024