اختزلت حضارة مدينة الجسور المعّلقة بعنوان: «25 قرنا فوق قمة الصخر»

«مقام» مجلة شهرية تؤّرخ لـ «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»

هدى بوعطيح

ستدون فعاليات تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» والتي يرفع عنها الستار خلال أيام معدودة بمدينة الجسور المعلّقة، في مجلة ثقافية تحمل عنوان «مقام»، حيث ستؤرخ لمختلف الأحداث والنشاطات التي ستشهدها واحدة من أكبر التظاهرات الدولية، ومدى استعداد وتفوّق سيرتا في إبراز حضارتها وثقافتها وتاريخها العريق، أمام العالم العربي.

صدر عن محافظة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015» العدد الافتتاحي لمجلة «مقام»، حيث استهلت هذا العدد بمشاركة نخبة من الإعلاميين، في إبراز تاريخ قسنطينة الحضاري والتاريخي والثقافي، منوّهة بالمكانة التي تحتلها مدينة العلماء وأم الحواضر.
الافتتاحية جاءت بقلم رئيس تحريرها محمد مباركي، والذي أعاب على الأصوات التي تعالت بمجرد إعلان «قسنطينة عاصمة للثقافة العربية»، وبأن هذه المدينة تفتقر إلى تراث عربي جدير بالذكر والاحتفاء، قائلا بأن منهم من اختار النعيق للتعبير عن استيائه المفتعل، ممرّرا موقفه الرافض تحت غطاء النعرات العرقية.
وأشار مباركي إلى أن احتضان قسنطينة لتظاهرة من هذا العيار وتوّليها دور لمّ الشمل وتضميد جراح كيان عربي أنهكته المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية، لن ينسيها بالكاد ماضيها الضارب في أعماق التاريخ، ولن يجعلها تتجلبب لباس النكران لتعرض عن جذورها الثقافية الغابرة والحاضرة، مضيفا بأن المسألة هنا لا تتعلق بروابط تعود إلى ما قبل الميلاد بقدر ما تخص واقع لغوي جاء به الإسلام ورسّخه القرآن في الضمائر والقلوب، وعبّر عنه عبد الحميد بن باديس في «ومضات» بـ»شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب».
وقال بأن النسب هنا له دلالة قاطعة لا تبغي أي استدراج لغوي خارجا عن نطاقه، بل تكمن دلالته داخل إطار الاحتضان الروحي والعقائدي دون الانتماء العرقي الانطوائي، الذي أصبح ـ حسبه ـ ماركة تجارية، يجرى تسويقها لأغراض لا تخدم العباد ولا البلاد..
أما محافظ التظاهرة سامي بن الشيخ الحسين، فيأمل في كلمة قالها بالمناسبة في أن تساهم هذه التظاهرة في إعادة بعث ثقافي من قسنطينة «أم الحواضر»، وأن تكون سنة يتجدد فيها الإلهام الفني والفكري، وتمتزج فيها مختلف الطبوع، لترسم لوحة فنية تمتد أبعادها من المحيط إلى الخليج وتحتضنها مدينة العلم والعلماء، مضيفا بأن أمله هذا يغذيه الشموخ القسنطيني، وتجليه عظمة وكبرياء الجزائر، المستمدة من تقاليدها في نشر روح التضامن العربي، والتفتح الإرادي على الثقافات الأخرى.
مجلة «مقام» في عددها الافتتاحي حملت مجموعة من المقالات التي تحكي تاريخ سيرتا العريق، من بينها «قسنطينة أم الحواضر معقل العلم والثقافات..25 قرنا فوق قمة الصخر»، والذي يتحدث عن تعاقب الحضارات بهذه المدينة والتي حملت معها مختلف الثقافات والعادات والمعارف، وساعدها موقفها المميز بأن تكون نقطة عبور وهمزة وصل بين الشمال والجنوب، والمشرق والمغرب، وأن تكون «كعبة» أخرى يحج إليها طلاب العلم من مختلف الأمصار.
وتطرقت المجلة لمختلف الانجازات التي شهدتها مدينة الصخر العتيق، تحسبا لاحتضان التظاهرة، حيث حظيت بعشرات المشاريع الهيكلية، التي ستزيد من مكانة عاصمة الشرق كقطب ثقافي ومنارة للعلم، ومن أهمها «القاعة الكبرى للعروض على هضبة عين الباي»، والتي ستشهد افتتاح التظاهرة في 16 أفريل القادم، إلى جانب قصر المعارض والذي من المنتظر أن يحتضن تظاهرات ثقافية كبرى، كما استفادت هياكل أخرى بقسنطينة ـ حسب المجلة ـ من عمليات الترميم وإعادة التأهيل أبرزها ترميم بناية المسرح الجهوي بقلب المدينة، وترميم مبنى ولاية قسنطينة سابقا بحي القصبة، إلى جانب إعادة الاعتبار لقصر الثقافة مالك حداد ودار الثقافة محمد العيد آل خليفة، والمدرسة المتواجدة بشارع العربي بن مهيدي، والتي ستكون متحفا للشخصيات التاريخية.
المجلة أيضا احتفت عبر صفحاتها بنساء الجزائر، حيث تحدثت عن فقيدة الساحة الأدبية الجزائرية والعربية «آسيا جبار»، وعن الفنانة القديرة «شافية بودراع»، القسنطينية التي أصبحت أُمًا لجميع الجزائريين، و»حسيبة بولمرقة» غزالة قسنطينة التي طارت على المضامير العالمية، إلى جانب الكاتبة «زهور ونيسي» أول وزيرة في تاريخ الجزائر.
إضافة إلى مواضيع أخرى قيّمة، حيث حاورت «مقام» الشاعر التونسي صالح السويسي، أول ضيوف عاصمة الثقافة العربية 2015، وتحدّثت عن شخصيات عربية عريقة أمثال الشاعر الفلسطيني محمود درويش والمفكر إدوارد سعيد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024