كتاب بديار الجديد مرجع لباحثي ومهنيي السمعي البصري

عــن دور الجــزائر الفعال في الهيئــات الإعلاميـة الدوليـة

أسامة إفراح

يتطرّق الأستاذ طاهر بديار، المتخصص في قانون الاتصال والسمعي البصري، في كتابه الجديد «نشاط الجزائر الدولي في ميدان الاتصال السمعي البصري»، إلى الدور الذي لعبته الجزائر إقليميا، قاريا وعالميا، في تقريب الرؤى والعمل المشترك في مجال غاية في الحساسية.. ويعتبر هذا الإصدار مرجعا للدارسين والمهتمين بهذا المجال، بما يقدمه هذا العمل من معلومات ووثائق.

يعالج المؤلف في الكتاب الذي أصدره ديوان المطبوعات الجامعية، وعنوانه الأصلي «L’action internationale de l’Algérie dans le domaine de la communication audiovisuelle»، في 110 صفحات، يعالج دور الجزائر في تعزيز التعاون السمعي البصري، وقد ساعده في ذلك تواجده في قلب هذه العملية، إذ أن طاهر بديار رجل قانون متخصص في قانون الاتصال السمعي البصري، وشغل مناصب سامية في قطاع الاتصال ما بين 1985 إلى اليوم.
كما سبق له وأن شغل منصب النائب الأول لرئيس اللجنة القانونية، الإدارية والمالية لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية، وكذا منصب النائب الأول لرئيس الاتحاد الأفريقي للبث الإذاعي، ومستشار قانوني لدى ذات الهيئة. وممّا تقلده من مناصب عضو ممثل للتجمع الجزائري للبث الإذاعي والتلفزيوني، لدى الاتحاد الأوروبي للإذاعات والتلفزيونات. وأراد الأستاذ بديار من هذا الكتاب، الموجه في الأساس لأهل الاختصاص والباحثين وطلبة الجامعة، أن يكون مرجعا مهنيا وبحثيا تمكن مهنيي الاتصال من مواصلة العمل في الطريق الذي عبّده سابقوهم، ولخدمة هذا الهدف قسّم المؤلف كتابه إلى مقدمة وأجزاء سبعة، كان أولها لنشاط مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائرية على المستوى الدولي، وثانيها للتعاون الدولي الذي قامت به المجموعة التي تلت إعادة هيكلة هذه المؤسسة، وذلك على المستوى القومي (اتحاد الإذاعات وتلفزيونات الدول العربية)، والقاري (الاتحاد الأفريقي للبث الإذاعي)، واتحادات على المستوى الدولي (العالمي، الأوروبي، المتوسطي).
وفي فصل آخر، نجد أ.بديار يتطرق إلى مسار المفاوضات للحصول على حقوق بث كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، لفائدة الدول الأفريقية، ودور الجزائر في هذه المفاوضات، كما يتطرّق في الفصل الذي يليه إلى دور الجزائر في إعداد مشروع ميثاق مرجعي يعتمد في حل إشكالية البث التلفزي والإذاعي عبر الأقمار الصناعية في المنطقة العربية. كما يتطرّق في فصول أخرى إلى كل من مشروع تلفزيون مبادرة النيباد، الإذاعة الدولية الجزائرية، ودور اتحادات مهنيي الإذاعة والتلفزيون. ليختتم هذا الكتاب / الدليل بمجموعة من الوثائق والصور ذات الصلة.
اختار المؤلف الفترة الزمنية الممتدة من 1987 إلى غاية 2011، لتبيان التواجد الجزائري في الهيئات سابقة الذكر، إلى جانب الاتحاد العالمي للاتصالات UIT، وكذا هيئات أخرى على الصعيد المتوسطي. وتتضح أهمية هذا الإصدار في شقين: الأول تجربة المؤلف وقربه من الموضوع الذي يقدمه لنا، بموجب المشاركة، ما جعله أقدر على الإلمام بمختلف جوانبه. أما الشق الثاني فهو تسليط الضوء على ميدان ونشاط دولي يجهل كثيرون خباياه، ما يجعل القارئ غير المطلع على الموضوع يكتشف «لأول مرة» المجهود الجزائري في هذا السياق.
وإذا أشرنا إلى أهمية هذا النشاط على مستوى الهيئات الدولية في مجال الاتصالات والإعلام، فهو لسببين أيضا: أولا لكون الإعلام والاتصال عاملا محددا وغاية في الأهمية في ضوء العولمة، القائمة على تدفق المعلومات، وبروز إمكانية السيطرة والتأثير عن طريق المعلومة. وثانيا لأن هذا النوع من النشاط، إلى جانب العمل الجامعي والثقافي، يرتفع إلى مصف العمل الدبلوماسي، وقد يكون أكثر تأثيرا، حسب بعض الباحثين والدارسين، من العمل الدبلوماسي المباشر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024