الرّوائية عائشة بنور :

صورة الرواية تعيش تحوّلات كبرى على مستوى التّجديد

أرجعت الأستاذة والرّوائية عائشة بنور العمل الروائي المحظوظ هو النص الذي يستفز الآخر، ويثير فيه الكثير من الدهشة والأسئلة، مرجعة في نظرها تلك الصورة الجميلة التي تجسد الواقع في مختلف مناحي الحياة وتأخذ أبعاد المجتمع وتكشف الستار عن قيّم اجتماعية وأدبية، وتفتح نافذة على المستقبل وتخلق فكرا متجددا يتفاعل مع مجريات الأحداث في المجتمع.

وتضيف: “أعتقد أنّ الرواية خرجت عن سياق المثالية والأدلجة الذي كنا نقرؤه في الروايات القديمة، وأصبحت تطرح القلق الوجداني والبعد الإنساني الذي يلازم العلاقات الاجتماعية وتؤرخ لحياة المجتمعات حسب المتغيرات الجديدة في قالب سردي وفني جميل. والرواية الجزائرية تعيش هذه التحولات الكبرى سواء على مستوى الطرح أو الجانب الفني، وبظهور جيل جديد تجاوز النموذج القديم، له رؤية جديدة للارتقاء بالنص الروائي وبأساليب مختلفة نظرا لمتغيرات الواقع السيسيولوجية. إضافة إلى ذلك أنها لم تعد منغلقة على الذات بل أصبحت تصبّ في روافد الحضارة الإنسانية، وتمد جسر التواصل بين الثقافات المختلفة، وترسم معالم وقيّم اجتماعية وانسانية من منطلق الخصوصية للمجتمع ـ وهذا ما جسدته في روايتي السوط والصدى التي انطلقت من بيئتين مختلفتين (جزائرية، مصرية) ـ وهناك أعمال روائية مهمة جديرة بالقراءة والمتابعة للجيل الجديد تملك مقومات أدبية وفنية عالية ما يؤهلها لأن تكون في الطليعة، ومنافستها للرواية العربية وحتى العالمية لو وجدت منافذ الترويج لها أو حتى مؤسسات ثقافية تدعمها. بالإضافة إلى التقصير الإعلامي في الترويج للأعمال الروائية وتقديمها إلى الواجهة وهذا يعني (اللامبالاة، التهميش، الإقصاء). أما فيما يخص الرواية الجائزة لا أعتبرها خيبة وإنما أن الرواية الآن أصبحت في حد ذاتها تنطلق من خلفية إيديولوجية مبطنة وتراهن على ترسيخ قيّم جديدة في ظل العولمة أو ما يسمى بـالانفتاح على الآخر فتتبنى استباحة الممنوع وتنمي فكرا جديدا يوافق هذه المتغيرات الراهنة، والجائزة في النهاية هي للنص المحظوظ، أكثر من النص الجيد أحيانا. وهناك العديد من الأعمال الروائية الجزائرية تحصلت على جوائز عربية ونافست النص العربي ولكن لم تحظ بالإعلام. ولا ننكر على أنفسنا الروايات التي حولت إلى أفلام كثلاثية محمد ديب، والتي مازالت عالقة في الأذهان، ريح الجنوب لبن هدوقة، الأفيـــون والعصا لمولود معمري...إلخ. هناك أعمال أدبية يمكن تحويلها إلى أفلام تنافس الأفلام العربية والمأخوذة هي الأخرى من الأعمال الروائية، وبالتالي أوجّه رسالة إلى وزارة الثقافة وخاصة القائمين على المهرجانات كمهرجان وهران للفيلم العربي والسينما أن تكون على هامشه ندوات فكرية تضم أهل الاختصاص باختيار أعمال روائية جزائرية مرشحة، والتي يتم اختيارها من طرف لجنة المهرجان المختصة وتحويلها إلى أفـلام، وهذه العملية ستساهم بشكل كبير في فتح الأفاق للأعمال الأدبية الجزائرية والترويج لها، وكذا خدمة الذوق الفني، بدل صناعة الحدث دون الاستفادة من شيء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024