الدعاية المغرضة لا يمكنها أن تكون ذات جدوى في إنهاك معنويات الجزائريين
لا تتوقف بعض الأطراف المغرضة البائسة واليائسة والتعيسة، عن توظيف الظروف الإقليمية في الشرق الأوسط، في حربها الإعلامية البليدة ضد الجزائر، بطريقة سخيفة تتجاوز حدود المنطق، تثبت من خلالها شيئا واحدا فقط هو «حقدها الدفين».
تعتقد أبواق الفضاءات الافتراضية التابعة للتحالف الصهيو-مخزني، أن استخدام أدوات الدعاية المغرضة يمكن أن يكون ذا جدوى في إنهاك معنويات الجزائريين، رغم الفشل التراكمي الذي جنته من تجريب واستخدام الأساليب المشابهة طيلة سنوات مضت.
وبات واضحا تراكم خيبات هذه الأبواق في حرب التشويه التي تخوضها ضد الجزائر، إلى درجة استنفاذها لكل مضمون كاذب يقترب من الواقع، حيث أصبحت لا تختلق سوى الوهم الذي يتجاوز حدود المنطق، ما جعلها محل سخرية لا أكثر ولا أقل.
كانت خطط الإساءة الرقمية، تعتمد على اقتناص تفاصيل الأحداث أو المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستغلالها بطريقة مشوهة أو مبتورة أو مفصولة عن السياق، علها تحقق غايات تضليلية مفضوحة.
الآن، اختفت الخطط وغابت الاستراتيجية عند هؤلاء الذين خرجوا للعلن بافتعال مباشر وصريح لأخبار كاذبة لا يتقبلها العقل، سعيا لإحداث وقيعة دبلوماسية بين الجزائر وشركائها الدوليين، أو طمعا في الاستقواء بطرف دولي معين على الجزائر، لكنهم لا يحققون سوى الوهم.
الجمهور العام في مختلف الفضاءات الرقمية والإعلامية، صار يدرك آليا، أن وراء كل خبر مسيء للجزائر، ثلاثة أطراف هي: المخزن، الصهاينة المحتلون واليمين المتطرف الفرنسي.
أصبحت هذه قاعدة، نظرا لاستنفاذ هذا التحالف البائس، لكامل مخزونه التضليلي عبر الشبكات واللوبيات والطابور الخامس، فاضطر للخروج بنفسه من المخبر إلى الواجهة، متبنيا خطابا منحطا يوازي درجة الحقد العالية تجاه كل من ما هو جزائري.
آخر ما صدر عن هذا التحالف وبشكل متناغم من حيث التوقيت والمضمون، هو محاولة القيام بإسقاط التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط على قبلة الشهداء، بطريقة خيالية وغير واقعية تبتعد عن أبسط أبجديات التحليل الجيوسياسي.
التلويح في وجه الجزائريين بعبارات مسمومة، من قبل أبواق اليمين الفرنسي المتطرف، وبعض كتاب المناشير الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر حجم اليأس من النيل من جزائر الأحرار والأسياد.
وتأجيج العبارات الساقطة، بعد استقبال رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لممثلي عملاقي الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية «شيفرون» و»إيكسون موبيل»، دليل آخر على حجم الإحباط ودرجة الهزيمة النفسية البالغة لأعداء الجزائر المنتصرة.
والشيء الصحيح برأي مراقبين ومختصين، في كل ما يصطنعه هؤلاء المرضى من بهتان على مختلف الفضاءات، هو جهلهم بحقيقة الجزائر ومعدن الجزائريين وواقع العلاقات الدبلوماسية للجزائر مع الدول الصديقة والشقيقة وموقعها من التوازنات والاستقطابات الدولية.
ولطالما كانت الولايات المتحدة الأمريكية شريكا تاريخيا للجزائر في قطاع الطاقة منذ تأميم المحروقات، ودائما ما ساهمت الشركات الأمريكية في تحقيق القفزة النوعية للصناعة الطاقوية في الجزائر، كما أن العلاقات بين الجزائر وواشنطن، ذات بعد تاريخي وثقافي ودبلوماسي وإنساني مليء بالقيم المشتركة، لازالت تشكل القاعدة الصلبة للتعاون الثنائي الذي يتوسع اليوم إلى مستوى عال من الشراكة الدفاعية والأمنية والتنمية الاقتصادية.
وتكفي الإشارة، إلى ربط الجزائر لأوروبا، بأنبوبين بحريين ينقلان كميات معتبرة من الغاز، لأخذ لمحة عن المكانة الجيوسياسية للجزائر في شمال إفريقيا والمتوسط. هذه المكانة ستتعزز أكثر بمشاريع ضخمة في الطاقة وفي المناجم وفي الصناعات التحويلية والمواد الأولية.
إلى جانب ذلك، تبرز الجزائر كدولة رائدة في منظمة دول عدم الانحياز، تساهم ضمن مختلف الأطر الإقليمية والدولية في إرساء السلم والأمن الدوليين، بعيدا عن الاستقطاب الذي يقوض القانون الدولي وعمل الهيئات المختصة مثل الأمم المتحدة.
ولا تتردد أبدا في إسماع صوتها وفرض رأيها، بخصوص رموز الاستعمار بشكليه التقليدي والجديد، فالعالم أجمع يدرك تمام الإدراك الشخصية الدولية للجزائر، كبلد يجيد الانتصار في كل معاركه ولا يمكن أن يلتفت لأبواق فاقدي الشرف الإنساني، ممن لا يجدون سوى الكيد والتآمر على الشعوب الحرة.